يتناول الجزء الأول مسألتين أساسيتين؛ وهما انتهاك طابع التنقيب الأثري الصهيوني، والمرتبط عضويًا بالتوراة، الجغرافيا الفلسطينية، فضلاً عن الإضاءة على أهم الجمعيات والصناديق الأوروبية والصهيونية التي ضخّت كادرها البشري ومواردها المالية في ذلك المجال الذي لا يزال نشطاً حتى يومنا هذا. 

توطئة

أُطلق على أرض فلسطين، اسم “الأرض المقدسة” أو “أرض التوراة”، ونُثرت على الجغرافيا الفلسطينية أسماء من “الكتاب المقدس”، وصولاً إلى تهويد أسماء المدن والقرى والمعالم، بغية ترويج الادعاء القاضي بأنّ  “فلسطين هي المسرح الأصلي لجغرافيا الكتاب المقدس”، فُرسمت الخرائط بدءاً من عشرينيات القرن التاسع عشر، وتم إلصاق أسماء توراتية على الخرائط ومحو الأسماء العربية الأصلية.

تتناول هذه الورقة البحثية، في جزئها الأول هذا، مسألتين أساسيتين؛ وهما انتهاك طابع التنقيب الأثري الصهيوني، والمرتبط عضويًا بالتوراة، الجغرافيا الفلسطينية، فضلًا عن الإضاءة على أهم الجمعيات والصناديق الأوروبية والصهيونية التي ضخّت كادرها البشري ومواردها المالية في ذلك المجال الذي لا يزال نشطاً حتى يومنا هذا.  أمّا الجزء الثاني، الذي سننشره لاحقاً، سيضيء بصورة مفصّلة على المزاوجة بين البعد التوراتي الديني والبعد الأركيولوجي، ودورها في اختلاق تاريخ وجغرافيا “إسرائيل”، فضلًا عن كيفية تفكيك كل هذا الخطاب ونسفه بالاستعانة أيضاً بالآثار.

مقدمة
كانت أسفار”العهد القديم”، حتى وقت قريب جداً، تتمتع بمركز الصدارة في أي بحث أو دراسة في تاريخ الشرق الأدنى القديم عموماً، والتاريخ الفلسطيني خصوصاً. بات العالم أمام نظريات اعتبرت مسلمات حول تاريخ فلسطين ومنطقة الشرق العربي، فاختُلق تاريخ جديد  لـ”إسرائيل” والمنطقة بأسرها. سار في هذا الطريق غالبية الباحثين والمؤرخين الأوروبيين، وتبعهم في ذلك المؤرخون العرب من أصحاب وحراس الفكر الآسن في جامعاتنا ومراكز أبحاثنا.

منذ القرون الأولى للمسيحية حتى صعود الإمبراطوريات الأوروبية العظمى، لم يغب نوع من الانبهار بالأرض المقدسة (فلسطين) ـ مع الرغبة في استكشافها ـ عن المحور الأساسي للفكر الديني الأوروبي.

وفي وقت مبكر يعود إلى ما قبل القرن الثاني الميلادي، بدأ الحجاج المسيحيون الأوائل القادمون من مختلف أجزاء الإمبراطورية الرومانية يصلون فلسطين ليعاودوا تعقب خطوات يسوع وحوارييه (تلامذته وأنصاره). وفي أثناء طوافهم في أرجاء البلاد بمجموعات صغيرة، كان هؤلاء يتوقفون للصلاة والتأمل في الأماكن التي كان سكانها المحليون يرشدونهم إليها على أنها مواقع نشاط يسوع وآلامه. ولكن مع حلول القرن الثاني، بدأ الحج المسيحي يأخذ بالضرورة طابع التنقيب الأثري، نظراً لاختلاف المشهد عمّا جاء في العهدين القديم والجديد.

كانت النتيجة نوعاً جديداً من الحج، ومعادياً لأهل البلاد ومسوغاً لاستعمارها واستحالتها أرضَ التوراة. وبذلك، أُعدّ “مسرح الأثريات” بأسلوب يعكس الهوس الديني بالتوراة، فأعيد تجسيد فلسطين الكتابية المألوفة عبر الاستخدام التجسيدي التقمصي؛ لا سيما أنَّها مقدسة بنظر التراث الديني اليهودي- المسيحي.

وبكلمات أخرى، كانت فلسطين تتعرض لعملية نقل وتحويل زمانية تُفضي إلى جعل الماضي التوراتي حقيقةً، إلا أن التوجه المنظم والهادف والمرتبط بالدوائر الاستعمارية والتوجهات اليهودية راح يتشكل في القرون السابقة الأخيرة، خصوصاً بعد انتهاء الحروب الصليبية والتقلبات التي حدثت في أوروبا.

انصب اهتمام الأوروبيين منذ قرون على إبراز الأرض المقدسة كما عرفوها في القرون الوسطى، وسعوا لاكتشاف جغرافيتها وجمع المعلومات المتعلقة بأهلها ومناخها وتاريخها [1]. شهد القرن التاسع عشر أكبر الحملات الاستشراقية الآثارية، إذ صار من الواضح أن الحكومات الغربية، وعلى رأسها الملوك في بريطانيا وفرنسا وهولندا وروسيا، هي التي تبنت تلك الحملات ومولتها، حيث أخذت بشكل ما طابعاً رسمياً منظماً. ولما بدا واضحاً أن اليهود راحوا يتحركون لإنشاء جمعيات صهيونية، اجتمعت جهودهم مع جهود التوجه الصهيوني المسيحي لتشكيل تحركات واسعة نحو فلسطين.

انتهاك الجغرافيا الفلسطينية

أخذت تقنيات هذه الجغرافيا الكتابية الحديثة شكلها مع الأعمال الاستكشافية التي قام بها عام 1838 أستاذ اللاهوت الأمريكي، إدوارد روبنسون، وذلك بالتعاون مع القس الألماني المتحدث بالعربية، إيلي سميث، إذ خاضا رحلةً استكشافيةً إلى فلسطين، وكان مخطط رحلتهما بسيطاً؛ فمثلهما مثل بني إسرائيل، كانا سيغادران مصر القديمة للتوغل في البراري المقفرة لشبه جزيرة سيناء. وبعد زيارة موقع جبل سيناء، حيث تلقى موسى الوصايا العشر، كانا سيتوغلان في الأرض المقدسة، متوقفَين لبعض الوقت في القدس، ومتقدمَين شمالاً إلى سامريا (السامرة) والجليل، ليختما رحلتهما، آخر الأمر، في مقر البعثة الأمريكية في بيروت.

خلال هذه الرحلة، بحث كل من إدوارد روبنسون وإيلي سميث عن المواقع التي وردت في الكتابات الدينية، من واقعٍ يفترض بأنّ أسماءها العربية الحالية لا بدّ لها أن تتضمن أصداءً من أسمائها العبرية الأصلية. ففي أثناء عمله كمُبشِّر، كان إيلي سميث قد وضع قائمة للأسماء العربية لقرى فلسطين، وكان من شأن ذلك أن يساعد أستاذ العبرية روبنسون على مقارنة أوجه الشبه اللغوية مع مختلف المواقع المذكورة في الكتاب المقدّس.

ومن خلال المطابقة بين الأماكن والأسماء، استطاع روبنسون التعرّف على أشكال التناظر الدقيق بين أسماء الأماكن العبرية القديمة ونظيراتها العربية الحديثة، ليحدد بذلك عشرات المواقع القديمة: فقرية عناتا، لم تكن فيما يبدو، إلا «عنتوت» الكتابية، مسقط رأس النبي إرميا، وجباع كانت هي “جبعة” إحدى مدن بنيامين، ومخماس بدت مناسبة تماماً لساحة معركة شاؤل في “مخماس”، وبيتن كانت “بيت إيل” محطة توقف إبراهيم وموقع حلم يعقوب الشهير، وممَّا لا شك فيه أن الجب كانت هي “جبعون” الكتابية، إذ جمّد يوشع الشمس في مكانها [2]، وقرية السموع كانت “اشتموع”، والجش هي التسمية العربية للاسم العبري “جوش هالاف”[3].

كثيراً ما اتسم هذا المنهج بالتعسف والخلو من أدنى قدر من المعقولية. نأخذ مثلاً على ذلك اسم قرية “يعاريما” أو قرية عاريم التي وردت في “الكتاب”، وقد كتبها روبنسون بالإنكليزية Kirbath- Jearim، وقال إن معناها يعني “قرية الغابات”، وكان قد وُجِد في فلسطين في زمنه موقعٌ باسم قرية “العنب”، فقال إن هذه القرية هي نفسها قرية يعاريم (أو الغابات)، مع إحلال كلمة العنب محل الغابات. ثمّة مثال آخر على هذه السماجة العلمية، وهو كان عندما قرأ روبنسون اسم قرية “سوكوه” كما جاء في “الكتاب”، وهو يكتبها بالإنكليزية (Socoh)، فقال إن هذه هي قرية شويكة (قرب طولكرم) بعينها![4].

وبالرغم من كل عملية الاختلاق تلك، أطلق أحد المبشرين على روبنسون لقب “المعلم الأكبر للقياس في العالم”، وذلك بعد أن تمكن من استعادة ماضٍ أسطوري، ورسّخه في واقع اليوم[5].

قال روبنسون، فيما بعد، عن هذه الجولة التجريبية: “قد قادتنا عبر مشاهد مرتبطة بالعديد من الأسماء والأحداث والأفعال التاريخية مثل إبراهيم ويعقوب، وسليمان وشاؤل، ويونان، وداود، وصموئيل؛ فقد تمكنا من تحديد الأماكن التي عاشوا ونشطوا فيها، واستطعنا أن نتعقب ما يمكن اعتباره خطواتهم ذاتها”[6].

بعد الدرس والبحث، نشر روبنسون مؤلفه “البحث عن الآثار المقدسة في فلسطين والأقاليم المجاورة” (Biblical researches in Palestine and adjacent Regions) في إنجلترا وألمانيا وأمريكا في آنٍ واحد في ثلاثة أجزاء 1841، ثم لخصها في جزئين. ونشر الثالث عام 1856 فمنحته الجمعية الملكية الجغرافية الوسام الذهبي تقديراً لبحوثه[7]. بكلمات روبنسون، شكلت دراسة الجغرافيا التاريخية لفلسطين “محاولة أولى لكشف النقاب عن كنوز الجغرافيا الكتابية.. التي طالما ظلت هاجعة دون استكشافٍ قروناً من الزمن، حتى باتت مغطاة بغبار تلك القرون وركامها، فأصبح وجودها بالذات من الأمور المنسية”[8].

يستحضر محمد الأسعد، في كتابه “مستشرقون في علم الآثار”، شهادة عالم الآثار الإيرلندي ماك آلستر، الذي يقول: “عَبَر [روبنسون] سيناء إلى فلسطين، وبدأ جولته التي استغرقت شهرين من بئر السبع، حاملاً توراته بيد وخريطة بيضاء باليد الأخرى، مؤشراً على الأماكن بأسماء توراتية. وقام عام 1852 بزيارة ثانية، وأدخل إضافات كثيرة على المادة التي جمعها خلال رحلته الأولى وألصقها بالأرض الفلسطينية”.

كانت اهتمامات روبنسون محدّدة بشدة، إذ كرس نفسه للملامح الأرضية، وخاصةً تلك الموصوفة في التوراة انطلاقاً من افتراض مسبق، وهو أن هذه الأخيرة تصف التضاريس التي يتجول فيها. كان علم الآثار بالنسبة له بلا أهمية تُذكر، وكذلك الفولكلور والتاريخ الطبيعي والفروع البحثية الأخرى. كان غرضه الرئيس التعرف على المواقع التوراتية، معتمداً على ما حفظته اللغة المتداولة من أسماء الأماكن القديم. ذاك النهج خطر، كما يقول آلستر، كون هذا التعرف يجب اختباره بوسائل أخرى، وهناك أدلة على أن أسماء الأماكن لم تظل ثابتة عبر العصور. وفي أحوال كثيرة حين يكتب الاسم القديم والحديث بالحروف اللاتينية، يوحي بتماثلٍ خادعٍ يخفي انعدام التطابق بين الاسمين.

ولم يقتصر عمل روبنسون، كما سيقول إدوارد فوكس منذ وقت قريب، على انتهاك مبدأ أولي من مبادئ الجغرافيا، والذي وضعه في الأزمنة القديمة جغرافي وفلكي القرن الثاني الميلادي بطليموس. يقضي ذلك المبدأ بأن التضاريس الأرضية أكثر أهمية من الخريطة، غير أن روبنسون انتهك هذه المعادلة وعمل على أن تكون الخريطة التوراتية أكثر أهميةً من التضاريس الأرضية، بل ارتكب تشويهاً خطيراً، وهو عدم الاهتمام بأي شيء في فلسطين وتاريخها لا شأن له بتوراته.

بعد روبنسون، جاء الألماني توبلر في العام 1853، وأنجز رسماً لملامح الأرض الفلسطينية على الأسس نفسها، وجاء بعده الفرنسي فيكتور جاريه، فرسم منفرداً خريطة لفلسطين نثر عليها الأسماء التوراتية[9]. بذلك أُعِدَ “مسرح الأثريات” بأسلوب يعكس عقلية الرحالة، فتقاريره عن فلسطين، مثلاً، كانت توظف في صورة تسرد أسماء ودلالات كتابية لضمان جعل القراء يعترفون بالمواقع الأثرية. وبالتالي، فإن موقع “تل الحصن” الكائن في وادي الأردن الشمالي، الذي كانت جامعة بنسلفانيا تضطلع بمهمة التنقيب فيه، بات يطلق عليه اسم “بيت ـ شءان”، وهو المكان الذي ظهر فيه الملك شاؤل للمرة الأخيرة.

وبات “تل الغول”، الواقع على بعد ميلين إلى الشمال من القدس، والذي كانت تنقب فيه “المدرسة الأمريكية للأبحاث الشرقية”، يُوصَف على أنه “جبعة شاؤل”. أما “تل المتسلم” الذي كان خاضعاً لإشراف جامعة شيكاغو، فقد جرى الكشف عنه على أنه”هرمجدون” الشهير الذي “اختاره كاتب سفر الرؤيا.. ساحة للمعركة الكبرى الأخيرة “، وما لبثت “عسقلان”، الواقعة إلى الشمال من غزة، والتي قامت “مدرسة الآثار البريطانية” بالكشف عنها، أن أصبحت “تلك المدينة الكتابية الدفينة التي تم العثور فيها على البلاط العظيم لهيرود”[10].

صناديق / جمعيات تهويد فلسطين:

في الثاني من أيار عام 1865، عُقد اجتماع عام وحاشد شكل أرضية التأسيس الرسمي لصندوق استكشاف فلسطين (Palestine Exploration Fund)، والذي ضمّ كلّ من رئيس أساقفة يورك، الذي سُمي رئيساً، وجورج غروف، الذي عُين أمين سر شرف، ليجلس على المنصة بعد أبرز شخصيات المجتمع “الفكتورياني”، نسبةً إلى الملكة فكتوريا.

سرعان ما فازت جهود منظمي الصندوق بالدعم الرسمي من جانب الدوق أرغَيْل. كما جاء من عالم المال مورتون بيتو، أحد عمالقة السكك الحديدية، ووالتر موريسون أحد الصناعيين من أصحاب الملايين. أما من رجال العلم فكان كل من السير وُلتر سُكُت رئيس جمعية العمارة الملكية، والسير رودريك مورتشيسون رئيس الجمعية الجغرافية الملكية. وجاء من كنيسة إنجلترا، إضافةً إلى رئيس أساقفة يورك وعميد وستمنستر، أساقفةُ كل من أكسفورد ولندن وإيلي، مع عميدي كاتدرائية سانت بول وكنيسة المسيح. كما نسي كل من جيمس فرغسُن وجورج ولْيَمْز خلافاتهما السابقة، والتحقا بركب الآخرين في جمعية تركز هدفها على التقصي العلمي لـ”آثار فلسطين وجغرافيتها وجيولوجيتها وتاريخها الطبيعي”.

بعد صلاة افتتاحية ترأسها أسقف لندن، استعرض وليم طمسن رئيس أساقفة يورك، بصفته رئيس هذه الجمعية، أهداف الجمعية الجديدة بخطوطها العريضة، وكشف بوضوح عن التوجهات المستقبلية للعمل، إذ قال في الاجتماع الحاشد: “إن هذا البلد فلسطين عائد لكم ولي؛ إنه لنا أساساً. فقد مُنحت فلسطين إلى أبي إسرائيل بالعبارات التالية: “هيا امْشِ في الأرض طولاً وعرضاً، لأنني سأعطيك إياها!!”، ونحن عازمون على المشي عبر فلسطين، بالطول والعرض، لأن تلك الأرض مُنحت لنا. إنها الأرض التي تأتي أنباء خلاصنا منها. إنها الأرض التي نتوجه إليها بوصفها منبعاً لجميع آمالنا؛ إنها الأرض التي نتطلع إليها بوطنية صادقة تضاهي حماسنا الوطني لدى النظر إلى إنجلترا القديمة العزيزة هذه”.

في ختام تعليقاته، أعلن رئيس الأساقفة أن الملكة فيكتوريا بالذات كانت قد تفضلت بالموافقة على أن تكون الراعية (ولية النعمة) الرسمية لصندوق استكشاف فلسطين. وشكل تبرعها لخزينة الجمعية بمبلغ مئة وخمسين جنيهاً، أكثر من أي تبرع آخر، رمزاً لموافقة المجتمع البريطاني واهتمامه بما اعتبر مشروعاً قومياً. ([11])

أما الهدف من إنشاء هذا الصندوق فهو البحث وفق منهج دقيق ووثيق (!!) في آثار فلسطين، وذلك من أجل إيضاح التوراة. وعندما صدر أول عدد من المجلة الدورية للصندوق عام 1869،ظهر على غلافها “جمعية من أجل البحث الدقيق والمنظم في الآثار والطبوغرافيا والجيولوجيا والجغرافيا الطبيعية والتاريخ الطبيعي وعادات وتقاليد الأرض المقدسة  لغاية التوضيح التوراتي”.([12]) أي أن البحث العلمي قد وُظَّف في خدمة الأهداف التوراتية، فقد كان هدفهم دراسة الأرض ومسحها لـ”إثبات” حقيقة الرواية التوراتية!

ما سبق كان قد أوضحه الباحث لوولتر بيسانت، في دراسته في كتاب “المدنية والأرض”، الذي أصدره صندوق استكشاف فلسطين، إذ قال: «كنا نقوم بثورة كاملة في فهم التوراة ودراستها، كنا نحيي العظام وهي رميم».([13]) وبيَّن بيسانت أن هدف  الصندوق هو “الاستعادة”: “استعادة مجد فلسطين في عهد هيرود، واستعادة بلاد داود، بحيث يمكن استعادة أسماء المدن التي دمرها القائد العظيم يوشع بن نون. وكذلك استعادة مكانة القدس ومجدها وأبهتها، واستعادة أسماء الأماكن المذكورة في التوراة”[14]. ويظهر تلاقي البعد التوراتي بنظيره العسكري، في الإشارة إلى يوشع بن نون، وذلك في قول بيسانت: “عندما وُضعت الأسماء في أماكنها، أصبح في وسعنا تتبُّع سير الجيوش في زحفها”[15].

كان أول أعمال “صندوق استكشاف فلسطين” المسح الجغرافي لفلسطين بين (1871ــ7 187)، وجمع أسماء المواقع القديمة والخرائب والقرى، وأعدّ قوائم للأسماء تحوي أكثر من 10 آلاف اسم نقلت بحروف إنجليزية. وبعد ذلك، طبع الصندوق خارطة لفلسطين الغربية على أربعة أشكال:
ــ الأولى، عليها الأسماء العربية الحديثة.
ــ الثانية، عليها أسماء العهد القديم (التناخ).
ــ الثالثة، عليها أسماء العهد الجديد (الأناجيل).
ــ الرابعة، عليها أسماء مصادر المياه وتوزيعها.
تقول د. خيرية قاسمية، في دراستها “نشاطات صندوق استكشاف فلسطين (1868ــ 1915)”: إن “أهم النتائج التي أسفر عنها العمل، برأي العاملين في الصندوق، تحديد أعداد كبيرة من الأماكن المذكورة في التوراة لم تكن مواقعها معروفة سابقاً (622 اسماً توراتياً في غرب الأردن كان قد تحدد منها 262 اسماً قبل العام 1870)[16].

في هذا الصدد، تفيد د. سحر الهنيدي، في مقدمة ترجمتها لكتاب «اختلاق إسرائيل القديمة إسكات التاريخ الفلسطيني» للمؤرخ البريطاني كيث وايتلام، بأنه كان أول أعمال هذا الصندوق المسح الجغرافي لفلسطين الذي جاء على شكل 26 خريطة مفصلة تفصيلاً دقيقاً، بمقياس يقرب من 1 إلى 60.000، كما وصل تصنيف الأماكن إلى 46 تصنيفاً: (مثلاً: مدينة، قرية، خربة، بير، مزار، تل، نبع، قلعة، نهر .. إلخ)، وصدرت مع الخرائط 10 مجلدات تشمل الجيولوجيا والنبات والحيوان والطير والمياه والآثار والطوبوغرافيا، وملاحظات عن المعنى التاريخي لقرى فلسطين. قام فريق مساحين بمسح (6000 ميل مربع) من فلسطين، واستمر العمل من سنة (1871 ـ 1875 ) وانتهى بنشر المجلدات والخرائط عام 1888 [17].

ويبدو أن لهذا الصندوق أهدافاً أخرى بالإضافة إلى العامل التوراتي، إذ أخذت توفد مهندسين من الضباط العسكريين للقيام بأعمال المسح والتنقيب في فلسطين. مع أن المهام الملقاة على هؤلاء لم تكن ذات غايات علمية خالصة ولو بدت كذلك في بعض الأحيان، إلا أن المعلومات التي دونها تخدم الأثريين والعسكريين في آن واحد.  كان من هؤلاء الضباط تشارلز وارن، وهو ضابط مدفعية بريطاني صغير، الذي بدأ عمله في القدس عام 1867، مزوداً باعتمادات واسعة للحفر في القدس، والتي ثبت فيما بعد أن النتائج التي توصل إليها  خاطئة من وجهة النظر التاريخية، نتيجة عدم وجود معايير يوثق بها لتاريخ المباني والفخار [18].

وفي عام 1868 أعدّت مجموعة من سلاح الهندسة الملكية بإشراف ولسون، مخططاً لمدينة القدس بمقياس إنش للميل الواحد. وفي الفترة ما بين 1871ــ 1877 أشرف كل من الضابطين كوندر وكتشنر (لورد كتشز فيما بعد)، على عمليات مسح منظمة كان من أهم نتائجها إصدار أول أطلس مضبوط لفلسطين. يضم هذا الأطلس ستاً وعشرين لوحة، ويتضمن تفاصيل طوبوغرافية وسكانية وزراعية، فضلاً عن أسماء المدن والقرى والمواقع الأثرية. والجدير بالذكر أن المواقع هنا مثبتة بأسمائها العربية قبل أن يدخل عليها التحريف والتغيير اللذين طرآ فيما بعد [19].

وطبقاً لما نشر عن الصندوق، وضع الكولونيل كوندر منهجية للخرائط التي صمّمها، وقد ظهرت له عدة كتابات عن طبوغرافية غرب فلسطين وكتاب “المرشد إلى التوراة”. وفي كتبه، حاول تعيين مواقع الأسماء الوارد ذكرها في التوراة ورسم حدود أسباط بني إسرائيل، وعمل على ما يُسمّى “اقتفاء آثار الجيوش الغازية والهجرة القديمة”، بالإضافة إلى قراءة النقوش الباقية وفك رموزها [20].

وتشير كتابات المستشرق الجغرافي الكولونيل كوندر، إلى أنه كان من غلاة الصهيونية المسيحية، إذ نشر مجموعةً من الكتب في هذا السياق، منها ما نشره عام 1879م بعنوان “يهوذا المكابي وحرب الاستقلال اليهودي”، وكتاب “حيث موآب” عام 1894م، وكتاب “مدخل إلى جغرافية الكتاب المقدس”، وكتب عن “الكنعانيين وفلسطين” عام 1891م، وكذلك كتاب “المقدس في الشرق” عام 1896م، و”المأساة العبرانية” عام 1900م، ثم أصدر كتاباً عن “مدينة القدس” عام 1909م. سيشير عالم الآثار، وليم أولبرايت، إلى أنه “ثبت خطأ كثير من التعريفات التي ظن كوندر، أنه بها قد حسم نهائياً طوبوغرافية فلسطين الكتابية (كما جاءت في التوراة)”[21].

في عام 1892 ألقى الكولونيل كوندر، محاضرةً بعنوان “فلسطين الشرقية” على أعضاء الخيمة الغربية التابعة لـ”أحباء صهيون” التي سارعت إلى نشرها، والتي شبه فيها الدولة العثمانية بالحكم الروسي الطاغي المستبد، وبأن استغلال فلسطين بأسرها وشرق نهر الأردن سوف يكون بمثابة عودة إلى ذلك الرخاء والازدهار القديم الذي عرفته أيام الرومان. كما نصح أحباء صهيون بشراء كل ما يمكنهم من أراضي بيسان وجلعاد الشمالية، وأكد أن حركة الاستعمار اليهودي ليست مصطنعة، بل هي حركة طبيعية صحية وليست حصيلة الشعور الديني[22]. 

مع انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية، كان ثمة اهتمام جديد يتنامى في الولايات المتحدة الأمريكية بمسألة خارطة فلسطين، وانطلقت، مرة أخرى، المشاركة الأمريكية في استكشاف الأرض المقدسة. ففي وقت مبكر يعود إلى صيف عام 1869، كانت جماعة من الشخصيات الشيكاغوية المرموقة قد أسست الفرع الأمريكي الأول لصندوق استكشاف فلسطين، ولكنها ما لبثت أن اكتشفت أنها لا تستطيع الاكتفاء بمجرد تقديم الدعم المالي لمنظمة بريطانية. ففي العام التالي، أقيمت جمعية أمريكية مستقلة لاستكشاف فلسطين في نيويورك، أعلن منظموها عن اعتزامهم التنافس، نداً لند، مع صندوق استكشاف فلسطين البريطاني.

وبعد دعوة المكتتبين وإصدار نشرة دورية، أعلن الأمريكيون في تموز من عام 1871 عن خطتهم المتمثلة بإيفاد بعثة إلى فلسطين لوضع خرائط خاصة بهم. تقدمت الجمعية الأمريكية الوليدة لتعلن شرق الأردن مجالاً لعملها[23]. وتضمن برنامج الجمعية الأمريكية (Palestine Exploration Society) نداءً “إلى الضمير الديني مسيحياً كان أم يهودياً من أجل البرهنة على صحة الكتاب المقدس”.

وشهدت نفس السنة 1870 إنشاء جمعية بريطانية أخرى، تُدعى “جمعية الآثار التوراتية” (Society of Biblical Archaeology)، ووضعت على لائحة أهدافها “البحث في الآثار والتسلسل الزمني والتاريخ القديم والحديث لبلاد آشور والجزيرة العربية ومصر وفلسطين وغيرها من المناطق التوراتية”. وصرح أول رئيس لها صاموئيل بيرش (Samuel Birch) بأن “هدفها الآثار وليس اللاهوت، ولكنها ستحقق للاهوت هدفاً هاماً”. وتأسست على غرار هذه الجمعيات جمعيات غربية أخرى؛ أهمها المدرسة الفرنسية للدراسات التوراتية والأثرية التي أسسها الدومينيكان عام 1890، فيما أنشأ الألمان جمعيتين، وهما: “الجمعية الألمانية للدراسات الشرقية” (Deutsch Orient Gesellschaft) عام 1897، و”الجمعية الألمانية للأبحاث الفلسطينية” عام 1877.   

باستثناء “الجمعية الأمريكية للأبحاث الفلسطينية” التي لم تُعمِّر طويلاً، وحل محلها عام 1900 “المدرسة الأمريكية للأبحاث الشرقية” في القدس، فقد تركز النشاط الأثري في فلسطين، من خلال الجمعيات آنفة الذكر، على اعتبار التوراة حافزاً ومنطلقاً رئيسياً لأعمالها الميدانية.  كما كان ما يترتب على هذه الأعمال مقروناً بما ورد ذكره في الكتاب المقدس، وغدت حلقة التسلسل الزمني ترتكز على المعطيات والحوادث التوراتية، حتى أنّ المصطلحات للفترات الزمنية أصبحت في الغالب مستمدة من التراث.

حاول أصحاب هذه المدارس الربط بين المواقع الأثرية وتلك التي ورد ذكرها في التوراة، وكثيراً ما عرّفوا هذه المواقع بأسماء توراتية دون وجود دليل واضح على تبرير هذه التسميات، وما يترتب عليها من تفسيرات. على سبيل المثال، عرّفوا تل السلطان على أنه أريحا التوراتية (Jericho)، وتل المتسلم على أنه مجدو (Megiddo)، وتل أبو شوشة بالقرب من تل الجزر على أنه جيزر (Gezer)، وتل سيلون بأنه شيلو (Shiloh)، وتل الدوير بأنه لخيش (Lachish)، وتل القدح بأنه حاصور (Hazor)، والتل بأنه عيّ (Ai)، وبيتين بأنها  بيت ايل (Bethel).

نشأ عن هذا الأسلوب في البحث الكثيرُ من التشويش والمغالطات التي لا يسهل التخلص منها حتى الآن. وركز الباحثون في أعمالهم الميدانية ودراساتهم على الفترات الزمنية التي اعتقدوا بأن لها علاقة بالتوراة، ولم يولوا اهتمامهم للفترات السابقة واللاحقة حتى أصبحت حلقة التسلسل التاريخي لعنصر في كثير من الأحيان يقتصر على (إسرائيلي 1، إسرائيلي 2، وإسرائيلي 3) وهكذا[24].

ترافق هذا التطور مع حملة نابليون بونابرت على مصر وبلاد الشام، إذ ركزت الجهود الغربية آنذاك على النشاطات الواسعة من رحلات وبعثات وجمعيات توراتية عدة، وأخرى جاءت بقصد التنصير. وتنافست الدول العظمى آنذاك كبريطانيا وفرنسا وروسيا وألمانيا على إيجاد موطئ قدم تبشيري في أرض فلسطين، وكان لا بد من أن يرافق ذلك توجهٌ استشراقي واسع ومتخصص بأرض فلسطين.

من أهم المستشرقين الذين قاموا برحلات ودراسات تراثية وأثرية في فلسطين الفرنسي لويس فيليسيان كاينار دو سولسي (1807 ـ 1880)، والذي يصفه بروسبر مَريمي بأنه “خليط عجيب يجمع بين ضابط المدفعية من جهة، وباحث أكاديمي من جهة ثانية”. زار دو سولسي مختلف المواقع الكلاسيكية في كل من اليونان وإيطاليا وآسيا الصغرى، وفي عام 1850 وُفّرتْ لـ  دو سولسي فرصة فريدة للتوجه إلى فلسطين، غير أن الرحلة الطويلة إلى فلسطين لم تحقّق، على ما يبدو، النتيجة المرجوة.

وصل هؤلاء الشباب الفرنسيون إلى القدس في الثالث والعشرين من كانون الأول عام 1850، إذ استقبلهم القنصل الفرنسي بوتا بحرارة، ثم استقروا في أحد فنادق المدينة القليلة ذات الطراز الأوروبي. وفي هذه الأثناء نجح دو سولسي، وإدوارد دلسر، ابن مدير الشرطة الفرنسية السابق، في الحصول على كمية من الحشيش للاستهلاك الشخصي في احتفالات العيد في المدينة المقدسة. على إثر ذلك، تلقى دو سولسي والشباب أمراً صارماً بمغادرة مأواهم المريح، والعمل على تدبير أمورهم بأنفسهم. ولكن دوسولسي، بدلاً من البحث عن مأوىً آخرَ في المدينة، أعلن أمام أتباعه المترنحين السكارى أنهم سينطلقون فوراً إلى البحر الميت، من أجل  الشروع بالعمل العلمي المهم للبعثة لاستكشافية.

وعلى مدار واحدٍ وعشرين يوماً، قاد دو سولسي صحبه، دونما رحمة، حول الطرف الجنوبي للبحر الميت. واقتنع أخيراً بأنه قد حدّدَ المواقع الصحيحة لسدوم وعمورة، ثم عاد دو سولسي إلى القدس للغوص في تقصي التفاصيل الدقيقة للآثار القديمة هناك. وبعد معاينة نمط البناء الحجري للجدار الداعم للحرم الشريف، وإعلان أقسام معينة، دون الاستناد إلى معايير واضحة، على أنها سليمانية أكثر منها هيرودية، انجذب دو سولسي إلى خرابة خارج أسوار المدينة، معروفة تقليدياً على أنها قبور السلاطين.

وبعد أن أصدر أمراً لصحبه بإزاحة بعض الأنقاض من مدخل سرداب الدفن القديم، تسلل  دو سولسي نفسه زاحفاً، ونجح في سحب الغطاء المكسور لتابوت من الحجر الكلسي، ما أثار بهجته الشديدة، إذ تعرف عليه أنه تابوت الملك داود. غادر دو سولسي وفريقه القدس، وتوجهوا شمالاً عبر سامريا نحو بيروت، حيث استقلوا باخرة لتعيدهم إلى فرنسا. كتب دو سولسي يقول: “حتى حين كنت أتعقب خطوات البحاثة المتبحر الدكتور رُبنسن، تمكنت من إدراك الكثير من المعلومات الجديدة والمهمة”. فالرجل (دو سولسي) لم يكتف إذاً بإقرار حقيقة [حسب قناعته هو] أن المواقع التقليدية في الأرض المقدسة كانت قابلة للبرهنة العلمية، بل كان قد جمع أعمالاً أثرية ملموسة كإثباتات وأدلة.

أما العالم أرنست رينان فقد وجه انتقاداً إلى سلفه دو سولسي، تضمّن سخرية لاذعة من بعض نظرياته الأثرية الأكثر سذاجة، ومن فكرة أن الحرم الشريف قد غطى فعلاً أجزاء مهمة من بقايا هيكل سليمان، أو أن (قبور السلاطين) تضمنت فعلاً بقايا عواهل عبرانيين [25].

* كاتب وباحث فلسطيني في االتاريخ القديم

 

يتبع

الجزء الثاني، هنا.

***

المراجع:
[1] حسين عمر حمادة، أثار فلسطين بين حرب الهياكل العظمية التوراتية اليهودية ووثائق الإستكشافات الأثرية والعلمية والميدانية الدولية، دمشق، دار قتيبة للطباعة والنشر، 1983، ص 57.
[2] نيل سلبرمان، بحثاً عن إله ووطن صراع الغرب على فلسطين وآثارها (1799 ـ 1917م)، ترجمة: فاضل جتكر، ط1، دمشق، قدمس للنشر والتوزيع، 2001، ص 81.
[3] مايكل بي. أورين، القوة والإيمان والخيال: أمريكا في الشرق الأوسط منذ 1776 حتى اليوم، ترجمة: آسر حطيبة، ط1، أبو ظبي ــ كلمة، القاهرة ــ كلمات عربية للترجمة والنشر، 2008، ص 146.
[4] د. عصام سخنيني، الجريمة المقدسة: الإبادة الجماعية من أيديولوجيا الكتاب العبري إلى المشروع الصهيوني، ط1، بيروت،المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2012، ص (138- 139).
[5] أورين، القوة والإيمان والخيال، مرجع سبق ذكره، ص 146.
[6] سلبرمان، بحثاً عن إله ووطن، مرجع سبق ذكره، ص 81.
[7] ادوارد روبنسون، يوميات في لبنان تاريخ وجغرافيا، فصول مختارة من كتاب بحث توراتي عن فلسطين والاقاليم المجاورة، الجزء الأول، ترجمة: اسد شيخاني، بيروت، منشورات وزارة التربية الوطنية والفنون الجميلة،1949، مقدمة المترجم.
[8] نيل سلبرمان، من الدمار إلى العمار أثر مفهوم توراتي في علم الآثار الشرق أوسطي، ترجمة: فاضل جتكر، ط1، دراسات قدمس (4)، دمشق، قدمس للنشر والتوزيع،2001، ص 76.
[9] محمد الأسعد، مستشرقون في علم الآثار: كيف قرأوا الألواح وكتبوا التاريخ، ط1، دراسات قدمس (4)، بيروت، الدار العربية للعلوم ناشرون،2010، ص (98- 100).
[10] لورنس دفدسن، الآثاريات الكتابية والصحافة صياغة التصورات الأمريكية لفلسطين في العقد الأول من  الانتداب، ترجمة: فاضل جتكر، ط1، دمشق، دراسات قدمس (4)، قدمس للنشر والتوزيع،2001، ص (108 ـ 109).
[11] سلبرمان، بحثاً عن إله ووطن، مرجع سبق ذكره، ص 146.
[12] الموسوعة الفلسطينية، ألفها نخبة من العلماء، القسم الثاني، المجلد الثاني، ط 1، بيروت، 1990. (أنظر د. معاوية إبراهيم، فلسطين من أقدم العصور إلى القرن الرابع قبل الميلاد، ص 7).
[13] إبراهيم عبد الكريم، تهويد الأرض وأسماء المعالم الفلسطينية، دمشق، منشورات اتحاد الكتاب العربي،2001، ص 68.
[14] د. عبد الوهاب المسيري، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، المجلد السادس، ط1، القاهرة، دار الشروق،1999، ص 156.
[15] عبد الكريم، تهويد الأرض…، مرجع سبق ذكره، ص 68.
[16] د. خيرية قاسمية، نشاطات صندوق استكشاف فلسطين (1868 ــ 1915 م)، مجلة شؤون فلسطينية، العدد 112، بيروت، مركز الأبحاث الفلسطيني، تموز/ يوليو 1980، ص 83.
[17] كيث وايتلام، اختلاق إسرائيل القديمة إسكات التاريخ الفلسطيني، ترجمة: د. سحر الهنيدي، الكويت، سلسلة “عالم المعرفة”، 1999، ص (21-20).مقدمة د. سحر الهنيدي.
[18] لمزيد من التفاصيل، حول أعمال تنقيب تشارلز وارن في القدس يُراجع : سلبرمان، بحثاً عن إله ووطن، مرجع سبق ذكره، ص (149 ــ 164).
[19] د. معاوية إبراهيم، فلسطين …، مرجع سبق ذكره، ص 7.
[20] أسعد رزوق، إسرائيل الكبرى: دراسة في الفكر التوسعي الصهيوني، بيروت، مركز الأبحاث الفلسطيني، 1968، ص 42.
[21] وليم أولبرايت، آثار فلسطين، ترجمة: زكي إسكندر ود. محمد عبد القادر محمد، مصر، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، 1971، ص 32.
[22] رزوق، إسرائيل الكبرى، مرجع سبق ذكره، ص 42.
[23] سلبرمان، بحثاً عن إله ووطن، مرجع سبق ذكره، ص (186- 187).
[24] د. معاوية إبراهيم، فلسطين…، مرجع سبق ذكره، ص (7-8).
[25] سلبرمان، بحثاً عن إله ووطن، مرجع سبق ذكره، ص (111-116).