ضمن لقاءات الجامعة الشعبية، عقدت “دائرة سليمان الحلبي للدراسات الاستعماريّة والتحرّر المعرفي” محاضرةً بعنوان “مقدّمة إلى الدراسات الأكاديميّة للاستخبارات والأجهزة السرّية“، قدّمها لنا الأستاذ خالد عودة الله بتاريخ 5 آب 2019.
****
شهد حقل الدراسات الأكاديميّة للاستخبارات والأجهزة السرّيّة، خلال العشرين سنة الماضية، انفجاراً معرفيّاً هائلاً، سواءً من حيث عدد الدراسات والتقارير والأبحاث المنشورة، أو من حيث الازدياد المُطّرد في عدد البرامج الأكاديميّة المختصّة في الجامعات الغربيّة تحديداً. ويرجع هذا الانفجار المعرفي إلى عدّة عوامل أهمّها؛ محاولة البحث عن سبب الفشل المتكرّر لأجهزة الاستخبارات في التنبؤ بالأحداث والعمليّات، والبحث في التأثير السياسي للأجهزة الاستخباراتيّة على “الديمقراطيات الغربية”، فضلاً عن الإسناد المعرفي للدور المتعاظم للعمليّات السرّية في الصراعات، كبديلٍ عن التدخّل العسكري المُكلف مادّيّاً وبشريّاً، ووصولاً إلى ما وفرته الثورة المعلوماتية من إمكانياتٍ غير مسبوقةٍ في جمع وتحليل البيانات، وتأثير هذه الثورة، سلباً وإيجاباً، على عمل الاجهزة السريّة.
ومنذ بدايات القرن العشرين، كانت بلادنا فلسطين مسرحاً نشِطاً لعمل الأجهزة الاستخباراتية وللنشاط السرّي لجيش من الجواسيس والمُخبرين، ولا تزال إلى يومنا هذا مجالاً نشِطاً للعمليات السرّيّة الصهيونيّة التي تستهدف المجتمع الفلسطيني والمحيط العربي والإسلامي.
يقدّم هذا اللقاء تعريفاً بحقل الدراسات الاستخباراتيّة، كتخصّصٍ أكاديميٍّ، ويعرض لمحةً تاريخيّةً حول مؤسساته، وأبرز قضاياه المعرفية وموضوعاته، فضلاً عن العلاقة ما بين إنتاج المعرفة “خارج” هذه المؤسسات و”داخلها”.
ويموضع خالد عودة الله في هذه المحاضرة الدراسات الأكاديمية الاستخباراتيّة، سواءً الرسميّة أو غير الرسميّة، في سياقها السياسيّ والثقافيّ والفلسفيّ والمعرفيّ، والمسعى نحو استدخال منهجيات وفلسفات البحث العلميّ في عمل هذه الأجهزة بصفتها مؤسساتٍ لإنتاج المعرفة، مضيئاً على مركزية الفشل الاستخباراتي في تاريخها، ضمن ثلاثية الجمع- التحليل – والعلاقة المتوتّرة مع صانع القرار، إضافةً إلى الاشتغال على مفهوم التنبؤ المرتبط بالفشل الاستخباراتيّ، وتحوّلات هذا المفهوم .
وأخيراً، توضّح هذه المحاضرة ضرورة فهم جهاز الاستخبارات كمؤسسةٍ بحثيةٍ تعمل ضمن سياق الاقتصادي والتاريخي، والاطّلاع على الأدبيات التي تنتجها هذه الأجهزة، بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشرٍ، بعيداً عن اختزالها في الدور الوظيفي والعملياتي.
للاستماع إلى المحاضرة، من هنا: