إلى فريج بن عودة …

  «تخشبية بن غوريون»، هكذا تشير لافتةٌ على مدخل مستوطنة «سديه بوكير»، كنتُ كلّما مررتُ باللافتة، أُحدِّثُ نفسي بضرورة استطلاع المكان الذي يُعتبر محجّاً للصهاينة، وأحدَ أهمّ مواقع «معالم في الطريق»؛ وهي مجموعةٌ من المزارات كانت حكومة العدوّ في العام 2010 قد أصدرت قراراً باعتبارها مواقعَ «للإرث القومي» واجبةَ الزيارة للطلاب والجنود، في سبيل بناء وتقوية «الوعي التاريخي» بالمشروع الصهيوني.

كانت غيوم الجنوب تَعتصر آخرَ مائها، قبل أن تُكمل رحلتها شمالاً، فقلت لنفسي أستطلعُ التخشيبة إلى أنْ يتوقّف المطر، ومن ثمّ أكمِلُ رحلتي، وهكذا كان…

«سديه بوكير»: حُلم راعي البقر من تكساس

«سديه بوكير- حقل راعي البقر» كيبوتسٌ استيطانيٌّ، يقع على بعد 50 كيلومتراً جنوبي مدينة بئر السبع، بدأ حُلماً في العام 1949 لمتطوّعٍ أمريكيٍّ يُدعى «جيسي» من تكساس، قاتَلَ مع الصهاينة في حرب النكبة، وقرّر البقاء مستوطناً في بلادنا، وإقامةَ مزرعةٍ للبقر على نمط مزارع رُعاة الأبقار «الكاوبوي» في «بلده» تكساس.

وأمّا ما حفّز الحلمَ الاستعماريَّ في مخيلة «الكاوبوي» الأمريكي، فقد كان ما رآه في الجولة الاستطلاعيّة التي قام بها برفقة وحدةٍ من الجيش الصهيوني، بعد احتلال المرشرش (إيلات) في جبال بئر السبع بعد شتاء 1949، والتي عادوا منها مبهورين بحقول الحنطة والشعير والمراعي الخضراء. [1]

(أوائل " الكاوبويز" على أرض شجرة البقّار في العام 1952، أرشيف" سديه بوكير")

كان استيطان ديار بير السبع في بدايته يقوم على إنشاء مزارعَ تجريبيّةٍ، تستغل الموارد الطبيعية المحليّة. في هذه الحالة، مزرعةٌ تجريبيّةٌ لتربية الأبقار، وتقوم بوظيفةٍ أمنيّةٍ من مواقعها المُشرفة.
في 15 أيار 1952 في الذكرى الرابعة للنكبة، صار الحلم الأمريكي واقعاً على الأرض بإنشاء «الكيبوتس». واسم «الكيبوتس» تحريفٌ للاسم العربي «شجرة البقّار» و «وادي البقّار»، كما يُظهر بروتوكول الجلسة الـ 11 في ( 10 تشرين الثاني 1949) للجنة عبرنة أسماء الأماكن في «النقب»، التي أمرَ «بن غوريون» بتأسيسها، مُقرّةً في جلستها هذه تحريفَ اسم «شجرة البقّار» إلى «حقل البقّار» (سديه بوكير). [2]

(محضر جلسة تحريف اسم شجرة البقّار إلى "سديه بوكير"، لجنة تسمية الأماكن في النقب 10 -11-1949)

راعية أغنام «سديه بوكير» المقتولة

في بدايات الاستيطان الصهيوني في ديار بير السبع، كانت الظروف المناخيّة الصعبة وغياب البنية التحتية، بالإضافة إلى الهجمات الفدائية المتكررة الفردية والمنظّمة على النقاط الاستيطانية الوليدة، تُهدّد مُجتمِعةً مشروعَ الاستيطان الصهيوني في النقب. حيث كانت الصورة التي رسمها الصهاينة لجنوب بير السبع، تحديداً، تحاكي صورة «الغرب المتوحش» في أمريكا الشمالية.

يظهر ذلك جليّاً في الأدبيات الصهيونيّة التي تكرّر المقولة التالية على لسان البدو: «شمال السبع في الله وفي حكومة، في بير السبع في حكومة وما في الله، وفي جنوب بير السبع ما في الله ولا حكومة». في المحصّلة، دفعت هذه العوامل العديدَ من طلائع المستوطنين في «النقب» إلى ترك المستوطنات والرحيل نحو وسط فلسطين، بعد فترةٍ وجيزةٍ من استيطانهم.

في أيلول لعام 1952، سُمع صوتُ طلقٍ ناريٍّ قادمٌ من وادي حليقوم (أو حليقيم) إلى الغرب من «سديه بوكير». توجّه على إثره حرّاسُ المستوطنة نحو الوادي لاستطلاع الأمر، ليجدوا راعية قطيع أغنام المستوطنة، «باربرا بروبر»، مُلقاةً على الأرض تلفظ أنفاسها الأخيرة، مُفيدين بأنهم شاهدوا بدوييْن اثنيْن يَسوقان أمامهما قطيع «سديه بوكير»، ويختفيان في جوف الصحراء.

على إثر ذلك، نفّذ الجيش الصهيونيّ حملةَ مطاردةٍ وتفتيشٍ واسعةً، أوصلته في اليوم التالي إلى المنطقة الحدودية مع مصر، حيث فُتحت النار من كمينٍ على القوة الصهيونية، مُوقِعاً قتيلاً وعدّةَ جرحى. وبعد أن عجز الصهاينة عن القبض على المهاجمين، نفّذوا عمليةً انتقاميةً ضد مضارب العزازمة في منطقة الِمطرادة، أدت إلى سقوط 6 شهداء ومصادرة 100 رأسٍ من الأغنام، وقتل 300 جملٍ. [3]

حوّل الصهاينة «الشابة من سديه بوكير»، بحسب عنوان القصيدة التي ألّفها شاعر المشروع الصهيوني، «ناتان ألترمان»، إلى رمزٍ وأسطورةٍ للتمسك بالأرض والتضحية في سبيلها. كان الصهاينة في أمسّ الحاجة إليها في جهودهم لتعبئة الجيل الشاب للاستيطان في النقب؛ هذه الجهود التي كانت نجاحاتها محدودةً في بداية الخمسينيات. فيما يلي ترجمةٌ لمطلعها:

«فجأةً، ومن بعيدٍ،
من الوهدة القصيّة،
نهضت فتاةٌ تشقُّ طريقها في الواد وفي الجبل،
في الليل، وفي النهار،
ونهضت أرضُ إسرائيل الحقيقيّة،
أرضُ إسرائيل الفتيّة». [4]

 (" بدأت محكمة البدوي المتهم بقتل الراعيّة من سديه بوكير "،جريدة "حيروت"، 13 تموز، 1955)

المُحاكمة: فريج بن عودة في جحيم الاستعمار

في العام 1955، ألقى ضابطٌ في الاستخبارات العسكرية الصهيونية، يُلقَّب بـ«أبي الذيب»، القبضَ على فريج بن عودة، الذي كان قد غيّر اسمه، في منطقة المطرادة (رامات ماطريد بعد التحريف) بتهمة قتل «بروبر»، وأخضعه لتحقيقٍ ميدانيٍّ قاسٍ غُرزت خلاله الأشواكُ في عينيه.

ونُقل فريج بن عودة إلى شرطة بير السبع للتحقيق، لكنّه لم يعترف بالتهمة الموجّهة إليه، إلى أن جاء الصهاينة بـ«شيخ القبيلة»، المعروف بتعاونه التاريخي مع الصهاينة، فتعرَّف على اسمه الحقيقي، وأقنعه بالاعتراف بضماناتٍ مخادعةٍ.

أدلى فريج بإفادةٍ مُفصَّلةٍ، وأعاد تمثيل العملية، قائلاً إنّ كلَّ ما أراده استرجاعُ شاهتَيْه اللتين صادرهما الجيش، ومَنَحَهُما «هديةً» لمستوطنة “سديه بوكير” الجديدة. كما أفاد بإطلاقه النارَ لظنِّه أنّ الراعي سيطلق النار عليه، وأنّه لو كان يعرف أن راعي القطيع امرأةٌ، لما أطلق النار عليها، باعتبار ذلك ليس من شِيَم الرجولة، لكنّه ظنّها جنديّاً مسلّحاً من بعيدٍ بسبب لباسها «الخاكي».

بعد اكتشافه خديعةَ «شيخ القبيلة»، عاود فريج إنكار التهمة، قائلاً إنّ اعترافه انتُزع منه تحت التعذيب، كما أنّ الشرطة سجّلت ما قال الشيخ على لسانه، وليس ما قاله هو. توالت جلسات المحكمة، وتناوب على منصة الشهود مستوطنون وعساكر وشيوخ عشائر، اجتمع كُّلهم على فريج الذي رمته الأقدار في جحيم مُحاكمةٍ حوّلها الصهاينة إلى ماكينةٍ استعماريةٍ لبناء الهويّة والهوية المضادة؛ فريج البدوي «المتوحش»، قاتلُ الراعية النبيلة الجميلة ذات الملامح الأوروبية الرقيقة، حاملة اللقب الجامعي في الفلسفة والأدب.

انتهت المحاكمة بالحكم على فريج بالسجن المؤبّد. بعد النطق بالحكم، صاح فريج «ما تخافون الله!»، ونظر حوله، فلم يجد من ذوي القربى سوى شيخ القبيلة ذاته الذي شهد ضده، فأوصاه ببناته الثلاث وزوجتيه وناقته. [5]

وهكذا، صارت «باربرا» التي كانت ترعى أغناماً مسروقةً، أسطورةً للاستيطان «النبيل» في بلادنا فلسطين؛ «باربرا» السويسريّة اليتيمة التي تبنّتها عائلةٌ يهوديةٌ، وهاجرت بها طفلةً، للاستيطان في فلسطين. كانت الفتاة تعيش حياةً وحيدةً كئيبةً، ودائمة التساؤل: «ما الذي أفعله هنا في وسط الصحراء؟». كما أنّها كانت على وشك الهجرة من فلسطين، بحسب روايات معارفها. [6] و هكذا، صار وادي حليقوم أو حليقيم قُرب «شجرة البقّار» يُسمّى «وادي الراعية» تخليداً لذكراها.

أمّا فريج بن عودة فطواه النسيّان…

«بن غوريون»: إلى الصحراء حيث لا «آخرين»

بعد استقالته الأولى المفاجئة من رئاسة الوزراء في العام 1953، قرر بن «غوريون» الرحيل عن «تل أبيب»، والانتقال إلى مستوطنة «سديه بوكير». سال حبرٌ كثيرٌ حول خلفيات هذا القرار المفاجئ، والذي شكّل صدمةً في المجتمع الصهيوني حينها، إذ قيل تارةً إنّه جاء بسبب شعور «بن غوريون» بالإحباط السياسي، وقيل تارةً أخرى بسبب خلافاتٍ داخليةٍ حزبيةٍ، وقيل أيضاً بسبب الضغط النفسي الذي سبّبه له الاحتجاج الشعبي المعادي لقراره بقبول تعويضاتٍ من ألمانيا الغربيّة عن الجرائم النازية، حينها ملأ شعار «إبادةُ شعبٍ لا ثمنَ لها» شوارعَ الكيان، وقيل غير ذلك الكثير…

(تخشيبة بن غوريون، 2018، خالد عودة الله)

(تخشيبة بن غوريون، 2018، خالد عودة الله)

انتقل «بن غوريون» إلى «سديه بوكير» للعيش في كوخٍ خشبيٍّ متواضعٍ، علّق على حائط غرفة نومه صورةً لغاندي، وهو أحدُ ثلاثِ شخصياتٍ تاريخيةٍ اعتبرها «بن غوريون» قدوته ومثاله في الحياة: غاندي، وإبراهام لنكولن، ونبي الله موسى.

في غرفة مكتبته، حيث تصطفّ آلاف الكتب، أُجريَت معه مقابلةٌ مصوّرةٌ طويلةٌ في العام 1968، امتدت لحوالي ستِ ساعاتٍ. بقيت تسجيلات هذه المقابلة مجهولةً، واكتُشفتْ بمحض الصدفة، وحُوِّلت إلى فيلمٍ وثائقيٍّ بعنوان «بن غوريون: الخاتمة» في العام 2016.

(من الفيلم الوثائقي Ben-Gurion: Epilogue, 2016)

في هذه المقابلة التي وُصفت بالحميمة، وعند سؤاله عن خلفيات قراره الانتقال إلى «سديه بوكير»، أجاب «بن غوريون»:

«جئت إلى الصحراء، حيث لا شيءَ، لا ترابَ، ولا ماءَ، ولا أشجارَ. جئتُ لحراثة الحقول التي لم تمسَسُها يدٌ آدميّةٌ من قبل، سنخلق كلَّ شيءٍ من البداية. كلُّ شيءٍ سيوجد فيها، سيكون من صنع أيدينا نحن، وعندما أرى شجرةً، سأكون متأكّداً بأننا نحن الذين قمنا بزراعتها، لا الآخرون».

الآخرون؟

في عروق الفلاحين الفلسطينيين يجري دمٌ يهوديٌّ، هكذا قال «بن غوريون» في العام 1920 في كتابه الموسوم «أرض إسرائيل: في الماضي والحاضر»، [7] مُسهباً القول بأنّ القرويين الفلسطينيين، الذي رآهم يملؤون «أرض إسرائيل»، هم من بقايا الوجود اليهودي القديم في فلسطين، والذين تحوّلوا بفعل «الاحتلال» الإسلامي لفلسطين إلى الديانة الإسلامية التي وجدوها أقرب إلى الديانة اليهودية من الديانة المسيحيّة التي رفضوها.

كان «بن غوريون» في توهيماته المُصاغة بلغة البحث التاريخي، يبحث عن تخريجةٍ للوجود الفلسطيني العربي الذي يفقأ عينه، حيثما أدار وجهه، وهو القادم لاستيطان «أرضٍ خلاء» لا شعبَ فيها، لتخليصها من بؤسها وتعمير خرابها.

لم تصمد هذه التخريجة الاستعمارية طويلاً أمام مقاومة الفلاحين الفلسطينيين المستميتة للاستيطان الصهيوني في أرضهم. ووصلت أزمة «بن غوريون» إلى ذروتها، عندما صاح بأنّ المشروع الصهيوني يترنّح في معارك باب الواد تحت نيران بنادق الفلاحين في حرب النكبة.

بعد الانتصار الصهيوني في حرب النكبة، وبعد أن قَتل «بن غوريون» وهجّر الفلاحين الذين تجري في عروقهم «دماءٌ يهوديةٌ»، وقع «بن غوريون» في خواء ما بعد الانتصار، فلا تزال فلسطين «ملوّثةً» بفلسطينيتها. كان الرحيل إلى الصحراء بالنسبة لـ«بن غوريون»، في أحد جوانبه، محاولةً يائسةً للبحث عن أرضٍ «طاهرةٍ» بلا آخرين، يمكنه فيها «إعادة خلق أرض إسرائيل»، كما وصف المشروعَ الصهيونيّ، يوماً، في بلادنا فلسطين.

 ولهذا، صاح بكلِّ عصبيّةٍ عندما رأى كتاباتٍ باللغة العربية في زيارته لـ«النقب» بعد النكبة في الطريق إلى عوجا الحفير: «لمَ لا تزال هذه الكتابات موجودةً؟! اعملوا فوراً على إزالتها». وأمّا البدو الذين رآهم في جولته، فقد كان مقتنعاً بسهولة تحويلهم لليهودية وإرجاعهم إلى ديانتهم الأصلية، بعدما “خيّب» الفلاحون ظنّه. وبالفعل، أمر بانشاء لجنةٍ مختصّةٍ لدراسة عملية تحويل البدو إلى اليهودية حسب تعاليم الشريعة اليهودية. [8]

في التخشيبة، وفي المكان الطافح بـ«بن غوريون» وكلماته المنقوشة على الصخر «كلما ازداد الإنسان حكمةً، اتجَهَ جنوباً»، ضاقت الدنيا في وجهي، كنتُ بحاجةٍ إلى أفقٍ يطلق جناحَي روحي من جديدٍ. كانت الدنيا قد أظهرت (حان وقت صلاة الظهر)، توضأتُ بماء المطر المتجمّع في مِكر (حوضٌ محفورٌ في الصخر)، ودخلت المسجد…

 ( "سديه بوكير" في الأفق، 2018، خالد عودة الله)

( مسجد ونقوش شجرة البقّار، 2018، خالد عودة الله)

مساجد ديار بير السبع المفتوحة والمنسيّة

على تلّةٍ غربي التخشيبة لا يفصلها عنها سوى الشارع، يتربّع مسجد «شجرة البقّار» كما أسميتُه. مسجدٌ بلا جدرانٍ، وبلا سقفٍ، مفتوحٌ على الآفاق وقبتُه السماء. تقول الحفريات الأثرية إنّه يعود إلى البدايات الأولى لدخول الإسلام إلى بلادنا فلسطين. وتحيط بالمسجد أطلالُ قريةٍ تعود بداياتها إلى العصر الأموي.

تنتشر في جنوبي ديار بئر السبع العديدُ من المساجد المفتوحة، أعرفُ منها مسجد بئر حندس، ومسجد وادي العديد، ومسجد وادي بيرين، وزيارة هذه المساجد تعيد زائرها إلى بساطة بداية الدعوة الإسلامية قبل أن تتحوّل إلى إمبراطوريةٍ، وتصير مساجدها قصوراً على هيئة قصور حُكّامها.

(مخططٌ لمسجد شجرة البقّار، 2018، خالد عودة الله)

(صورة لمسجد مفتوح في وادي العربة، 1938، Palestine Oriental Society )

(قُبيل العصر، غادرتُ المسجد، وأكملتُ مسيري إلى وادي النفخ، حيث قضيتُ ليلتي فيه أُساهر سهيلاً، عن وادي النفخ ونجم سهيل وأمّ رتيمة ستكون حكايتي القادمة).

****

المراجع

[1] נורית،גוברין. היא נפלה בשדות על ברברה פרופר משדה בוקר – שני שירים،עיונים בתקומת ישראל: מאסף לבעיות הציונות, היישוב ומדינת ישראל – עיונים בתקומת ישראל :  526 ، מכון בן-גוריון לחקר ישראל והציונות, אוניברסיטת בן-גורין בנגב، 1998
[2] “أرشيف الدولة”، ועדת לקביעת שמות עבריים בנגב, פרוטוקולים (29-1)، ملف رقم: ISA-PMO-GovNamesCommittee-000dgn7
[3] مرجع سابق، נורית،גוברין .
[4] نص القصيدة بالعبرية رابط، من ترجمتي (16/1/2019)
[5] “أرشيف الدولة”، 57/55: المستشار القضائي ضد فريج عودة، في דפנה ארבל،חלוציות ומיתוס : רצח ברברה פרופר וזהות קולקטיבית בקיבוץ שדה בוקר ;עבודת גמר (מ.א.), אוניברסיטת בן-גוריון בנגב, תשע”ה 2014.[6] مرجع سابق، ص 522، נורית،גוברין.
[7] בן גוריון & יצחק בן צבי، 195 -210، יד יצחק בן צבי، 1980.
[8]  אבי שילון،  168، בן-גוריון : אפילוג. רעננה: עם עובד، 2013.