وحينما جاء دور عبد الفتاح العبد الله سُئل عن كنيته، فأجاب “أبو عمشة”، وما أن أدرك “مورتون” أنّه يقف أمام “أبو عمشة” حتى توجّه إلى المتواجدين قائلاً لهم: “فلتودّعوا هذا الرجل، لأنّه سوف يعود إليكم غداً صباحاً في كفن!”    مقال لمهند عناتي. 

احتلّت قباطية على مدار سنيّ الثورة الفلسطينية المعاصرة دوراً مهماً في مقاومة الاستعمار ومواجهته، بدءاً من الاحتلال البريطاني، مروراً بالحكم الأردني، ووصولاً إلى الاحتلال “الإسرائيلي”. فقد قدّمت قباطية العديد من الشهداء والأسرى خلال كلّ هذه الحقب، ورفدت الثورة الفلسطينية بمقاومين أشدّاء، أثخنوا الاحتلال ضرباً وأوجعوه عملاً جهاديّاً مسلّحاً.

فمن قباطية خرج أوّل من قتل حاكماً عسكرياً بريطانياً، وكان من رجالات ثورة القسّام. وفيها قُتل أوّل عميلٍ للاحتلال في الانتفاضة الأولى، ومنها كانت أولى العمليات الاستشهادية للمهندس يحيى عياش التي زلزلت الاحتلال ردّاً على مجزرة الحرم الإبراهيمي، وفيها تأسّست أولى خلايا الفهد الأسود التابعة لفتح في الانتفاضة الأولى، وفيها تأسّست أولى خلايا كتائب القسّام في الضفة، وارتقى أول شهيدٍ للكتائب عبد القادر كميل… وفيها… وفيها.

وقد برز دور أهالي قباطية في ثورة عزّ الدين القسّام في ثلاثينيّات القرن الماضي، لا سيّما المجاهد محمد أبو جعب، الذي قَتل حاكم اللواء الشمالي في الجيش البريطاني “أندروز” وذلك عام 1937، وهُدمت غالبية منازل قباطية إثرها. كما أن أوّل اغتيالٍ لمحتلٍّ في فلسطين نفّذه المجاهد محمد عبد الغني أبو طبيخ سباعنة؛ حين قتل المستشار القضائي لحكومة الانتداب في فلسطين “نورمان بنتويش”، وكذلك أقدم المجاهد أحمد أبو الرُّب، أحد جنود الشيخ القسّام، على اغتيال الحاكم العسكري لمدينة جنين “حوفت” عام 1938.” [1]

سنتناول في هذا المقال وثيقةً-رسالةً تصف حادثة تصفية اثنين من ثوّار قباطية على يد الإنجليز، وهما عبد الفتاح العبدالله ومصطفى أحمد يوسف. وقد كتبها المحامي فؤاد عطالله في حيفا، [2] بتاريخ 1 آذار 1939 باللغة الإنجليزية، وأرسلها إلى عزّت طنّوس، [3] الذي كان يشغل منصب رئيس مكتب الإعلام العربي في لندن خلال ثورة العام 1936. [4] ويبدو أنّ الأخير طلب أن يتمّ رفده ببعض التفاصيل حول العنف الذي يتعرض له الفلسطينيّون بشكلٍ شبه يوميٍّ على يد قوات الاحتلال البريطاني، ويظهر أنّها كُتبت لتكون بمثابة توثيقٍ لهذه الجرائم. كما يبدو أنّ عطالله قابل أقارب الشهداء والضحايا وآخرين ممّن عاصروا الأحداث التي يتطرّق لها في مراسلاته، الأمر الذي ينطبق على الواقعة التي سنأتي على ذكرها، والتي يُرجّح أنّ أهالي قباطية توجّهوا له ليقصّوا عليه تفاصيلها.  [5]

في وقتٍ متأخّرٍ من ليل 5 شباط 1939، تواجدت مجموعةٌ ممّا يقارب العشرين شخصاً من أهالي قرية قباطية قرب أحد المنازل في وسط القرية، والذي يعود إلى أحمد محمد أبو الصيصان، [6] حسبما جاء في الرسالة، دون ذكر سبب التجمّع. ويُفيد جمال حبش، أحد سكّان قباطية وباحثٌ في تاريخ القرية النضاليّ، [7] أنّ سبب التجمّع كان استقبال مصطفى محمد أبو الصيصان (وهو أخو أحمد أبو الصيصان، وكلاهما من الثوّار المعروفين في قباطية ومنطقة جنين) بعد الإفراج عن مصطفى من المُعتقل الإنجليزي، فجاءت مجموعةٌ من الثوار، وجزءٌ كبيرٌ منهم من المطلوبين لسلطات الاحتلال البريطاني، مُهنّئين بالسلامة. وعلى ما يبدو أنّ أحد أعوان الاحتلال البريطاني قد قام بالتبليغ عن التجمّع، ولذلك حضرت قوّةٌ كبيرةٌ من الشرطة البريطانية وطوّقت منطقة منزل أحمد أبو الصيصان.

وفوْر قدوم القوة الشرطية البريطانية، والتي كانت بقيادة نقيب الشرطة البريطاني سيء الصيت “جيفري مورتون”، أطلق أفراد الشرطة سبع رصاصاتٍ في الهواء قرب بيت أبو الصيصان. وطلب “مورتون” بعد ذلك من كلّ المتواجدين أن يرفعوا أيديهم، وبدأ هو وجنوده بتفتيشهم فرداً فرداً، سائلاً إيّاهم عن أسمائهم، ثمّ طلب لاحقاً من أحد رجالات القرية من كبار السن أن يذكر له أسماء كلّ المتواجدين وألقابهم.

وما أن جاء دور الثائرين المُطارَدين عبد الفتاح العبدالله ومصطفى أحمد يوسف ليُفصِحوا عن أسمائهم، حتّى طلب منهم “مورتون” الوقوف جانباً وبعيداً عن الآخرين، متوجّهاً إلى مصطفى يوسف بالسؤال: “مصطفى: هل تعرفُ من أنا؟” فأجاب مصطفى بالإيجاب. وحينما جاء دور عبد الفتاح العبد الله سُئل عن كنيته، فأجاب “أبو عمشة”، وما أن أدرك “مورتون” أنّه يقف أمام “أبو عمشة” حتى توجّه إلى المتواجدين قائلاً لهم: “فلتودّعوا هذا الرجل، لأنّه سوف يعود إليكم غداً صباحاً في كفن!”

وتُفيد الرسالة أنّ “مورتون” ومن كان معه من الشرطة البريطانية غادروا القرية، ومعهم الثائران عبد الفتاح العبدالله و مصطفى أحمد يوسف، الملقّب بـ “الغزال”. [8] لم تبتعد القوة الشرطية البريطانية كثيراً، حتى تمّ سماع عدّة طلقاتٍ ناريةٍ، إلا أن أحداً من أهل القرية لم يتجرّأ على الخروج والبحث عن مصدر إطلاق النار أو نتيجة ذلك، خاصّةً وأنّ الليل كان قد خيّم.

وفي صبيحة اليوم التالي، توجّه أهالي القرية إلى موقع إطلاق النار، والذي كان يبعد قرابة كيلومترٍ واحدٍ عن القرية، فوجدوا آثار دماء. وعند ظهيرة ذات اليوم، حضرتْ إلى قباطية سيارات “جيب” بريطانية وقد كانت داخل إحداهما جثتين لشابين اثنين، ليتّضح لاحقاً أنهما للشهيدين مصطفى وعبد الفتاح. وقد تمّ تسليم الجثتين إلى ذويهم ليُدفنوا في القرية، وقد بدت عليهما آثار الطلقات النارية. ونجد في رسالة عطالله أنّه تمّ إبلاغ أهالي قباطية برسالةٍ من “مورتون” نفسه بأنّه قتل الشهيدين إثر محاولاتهما قتله.

وضمن توثيقه لتاريخ قباطية ودورها في ثورة العام 1936، تمكّن الأستاذ جمال حبش من الحصول في منتصف الثمانينياّت على بعض الشهادات الشفوية لأشخاصٍ عاصروا حادثة إلقاء القبض على الشهيدين وإعدامهما. وتفيد بعض هذه الشهادات على أنّهما -أيّ عبد الفتاح العبد الله ومصطفى أحمد يوسف- كانا عضوين في مجموعة الكف الأسود التي نشطت في شمال فلسطين بُعيد اغتيال الشهيد عز الدين القسام، وقيل إنّهما كانا جزءاً من مجموعةٍ خطّطت لاغتيال “مورتون”، وأنّ أمر هذه المجموعة قد كُشِف.

لم أجِد مصادر تاريخيةٍ تذكر انتماء الشهيدين إلى مجموعات الكف الأسود، ولعلّ ذلك يعود إلى أن الأدبيات التاريخية حول أعمال الكف الأسود يسودها الغموض في كثيرٍ من الأحيان، وأحياناً أخرى تمّ نسب بعض الأعمال الثورية إلى الكفّ الأسود دون أن يكون ذلك مؤكّداً. وأيّاً كان، فإنّنا هنا أمام شهيدين ثائرين مُطارَدين أوجعا الاحتلال البريطاني، وأشرف “مورتون” بنفسه على عملية تعقّبهما واعتقالِهما وتصفيتِهما.

( استمع/ي إلى محاضرة كيف قمعت بريطانيا الثورة الفلسطينية الكبرى؟)

وعلى مدى وجود الاحتلال البريطاني على أرض فلسطين، وخاصّةً خلال أعوام الثورة 1936 – 1939، واجهت آلة القمع البريطانية العمل الثوري الفلسطينيّ بيدٍ من حديد، وقد تمثّل ذلك باستهداف الثوّار وملاحقتهم وإعدامهم، ومعاقبة أهالي القرى ونسف أحياءٍ بأكملها.  وفي مذكّراته التي حملت عنوان “مجرّد وظيفة: بعض تجارب شرطيٍّ استعماريّ”، [9] يتحدث “مورتون” عن بعض الأساليب العسكرية التي كان يتمّ اتباعها، كنصب أكبر عددٍ ممكنٍ من الكمائن ضدّ خلايا الثوار المنتشرة، سواءً كانوا في مناطق مأهولةٍ أو جبليةٍ نائية، وشمل ذلك إعداد خرائط الأماكن التي يُحتمل تواجد الثوّار فيها، ورصد الطرق التي كانوا يستخدمونها، مع أفضلية تنفيذ هذه العمليّات ليلاً من أجل استغلال الظلام وتحقيق أكبر قدرٍ من المفاجأة.

ويفصّل “مورتون” في مذكّراته أيضاً أنّه، ومن أجل تحقيق أقصى قدرٍ من النجاحات، أُمِر رجاله بارتداء أحذيةٍ خفيفةٍ لا تُصدِر أصواتاً أثناء سيرهم في سكون الليل وعتمته، وكانوا يجوبون الجبال والوديان ليلاً دون استخدام أية وسيلةٍ للإضاءة. وكان قد تمّ إنشاء نظام الوحدات القتالية الخاصّة والمتنقّلة لمكافحة الثورة الفلسطينية على يد “أورد وينغيت“، قائد الاستخبارات العسكرية لمكافحة الثورة الفلسطينية في حينها، وتمّ اعتماده من قبل قائد القوات البريطانية (ليُصبح هذا النظام لاحقاً أساساً للقوات الخاصّة الصهيونية) وبحسب “مورتون”، كان يتمّ كلّ ذلك من أجل تحقيق هدفٍ أساسيٍّ وهو “استعادة زمام المبادرة”؛ أن تلاحق القوات البريطانية الثوّار وترهب القرى ليلاً ونهاراً، عبر فرض حصارٍ دائمٍ أو الإغارة عليها بشكلٍ شبه يوميّ. [10]

وقد اشتُهِر “مورتون” هذا بكونه شرساً وعنيفاً، أذاق أهل جنين بشكلٍ عامٍّ، وأهل قباطية بشكلٍ خاصٍّ، صنوف العذاب. وفي مدينة حيفا، المدينة التي أطلق فيها الشيخ عز الدين القسام شرارة الثورة، تعرّض “مورتون” لهجومٍ بالحجارة، ونجا من الموت بأعجوبةٍ، وكادت جمجمته أن تتهشّم، لولا أنّ خوذته الحديدية حالت دون ذلك. [11] وعلى الرغم من إشرافه على إعدام عددٍ من الثوّار الفلسطينيين، ذاع صيت “مورتون” في عام 1942، بعد قتله المجرم الصهيوني “أبراهام شتيرن”، قائد منظّمة “ليحي”، أو ما اصطُلح على تسميتها بمنظمة “شتيرن”. 

فبعد محاولته اغتيال “مورتون” في كانون الثاني 1942، [12] عُرضت مكافأةٌ ماليةٌ قدرها ألف جنيه استرلينيّ للقبض على “شتيرن” في السابع من شباط، وقُتل بعدها بخمسة أيام. وبحسب أنصاره، اعُتقل “شتيرن” حيّاً، بعد العثور عليه مختبئاً في شقّة أحد أتباعه، وتمّ اغتياله لاحقاً. [13] ولا يهدف هذا المقال إلى تحليل واقعة اغتيال “شتيرن”، بل إلى توضيح أنّ الإعدامات الميدانية التي كانت تنفّذها القوات البريطانية لم تكُن حالاتٍ منفردةً أو مستقلّة.

في الختام، تُسلّط الشهادة التي بين أيدينا الضوءَ على السجلّ الوحشي للقوات البريطانية في تنفيذ الإعدامات خلال الثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939، وتعدّ إضافةً مُهمّةً لتعميق معرفتنا بممارسات الاحتلال البريطاني في فلسطين، والذي وظّف أقسى صنوف العنف والإرهاب بشكلٍ ممنهجٍ بهدف السيطرة على الفلسطينيّين وقمع ثورتهم. كما تكشف لنا بجلاءٍ الجذور التاريخية البريطانية، في النظرية والممارسة، للسياسات القمعيّة الصهيونية، والإعدامات الميدانية التي تعدّ سياسةً رسميّةً لمؤسسات السلطة الصهيونية، حكومةً وأجهزةً عسكريةً وأمنيّةً وقضائيةً وتشريعيةً وإعلامية.

*****

[1] “قباطية..تاريخ مقاومةٍ كسر حاجز الصمت”، المركز الفلسطيني للإعلام، نُشرت بتاريخ 5/2/2016، رابط
[2] وُلد المحامي فؤاد عطالله في الناصرة عام 1905، لعائلةٍ تعود جذورها إلى مدينة جنين، درس القانون في الجامعة الأمريكية في بيروت، ثمّ افتتح مكتباً للمحاماة في حيفا مع شريكه المحامي حنّا نقّارة، وانضمّ لهما لاحقاً علي شريف زعبي. وإلى جانب عمله كمحامٍ، انخرط عطالله بالعمل السياسي، وانتمى إلى “الحزب العربي الفلسطيني”، وكان عضواً في لجنة الحزب التنفيذية في حيفا، وانفصل عنه لاحقاً؛ منصور، جوني. 2017. ” حيفا: الكلمة التي صارت مدينة “، عمّان/الأردن، ص 267 .

[3]  شارك عزّت طنّوس في الجهود الدبلوماسية التي كانت تهدف في ذلك الحين إلى التأثير على صانعي السياسة في الغرب، سواءً في لندن عاصمة الاحتلال البريطاني، أو في العواصم الأوروبية الأخرى. تولّى إدارة “المركز العربي” في لندن في 20 أيلول 1936، وكلّفته اللجنة العربية العليا في القدس بالسفر إلى جنيف ضمن الوفد العربي الفلسطيني الذي قصد عصبة الأمم ليقابل لجنة الانتخابات هناك. وفي تمّوز 1938، قابل وزير المستعمرات الجديد “مستر مكدونالد”، وأفضت اللقاءات بينهما إلى عقد مؤتمرٍ في لندن بين الحكومة البريطانية ووفدٍ فلسطيني، والذي عُقد في كانون الأول 1938 في قصر “سانت جيمس” في لندن؛ صفحة تعريفية بعزّت طنوس، الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية “باسيا”؛ صفحة تعريفية به في الموسوعة الفلسطينية.
[4] مراسلات عزّت طنوس مع هيئات مختلفة بشأن النشاط العسكري البريطاني ضدّ الفلسطينيين، ما بين 1-31 آذار 1939، مجموعة عزّت طنّوس، “أرشيف الدولة” الصهيوني، ملف رقم (ف 5-361)، رابط.
[5] لا ضير من ذكر وثيقةٍ أخرى لعطالله، أرسلها إلى توفيق صالح الحسيني، نائب رئيس الحزب العربي الفلسطيني، بتاريخ 30 آب 1944، وهي موجودةٌ ضمن الأرشيف الصهيوني الرسمي تحت رقم (פ-327/33). يطلب عطالله فيها مساعدة الحسيني بتقديم طلبٍ للعفو للشيخ يحيى هوّاش؛ ابن قرية البروة وقائدٌ مساعدٌ لفصيلٍ في الثورة في منطقة الجليل الأعلى عمل تحت قيادة القائد خليل العيسى، المُلقّب بـ “أبو إبراهيم الكبير”. وكان قد تمّ اعتقال الشيخ هوّاش سابقاً وحُكم عليه بالإعدام، وتمكّن عطالله من تخفيض الحكم إلى السجن المؤبّد كما هو مذكورٌ في الرسالة.
[6] عائلة “أبو الصيصان” تعتبر أحد أفخاذ عائلة نزّال المعروفة في قرية قباطية.
[7] مقابلة مع الأستاذ جمال حبش “أبو قاسم”، أجراها الكاتب بتاريخ 11/4/2020.
[8] يقول جمال حبش إنّ الاسم الصحيح هو “مصطفى علي أبو الرب”، الشهير بـ “الغزال”، ويَذكُر أنّه وُلِد، على الأغلب، بتاريخ 1900، وأنّ اسم الشهيد عبد الفتاح الكامل هو “عبد الفتاح العبد الله أبو الرب”، الشهير بـ “أبو عمشة”، والمولود تقريباً بتاريخ 1905.
[9] Geoffrey J. Morton, Just the Job: Some Experiences of a Colonial Policeman (London: Hodder & Stoughton, 1957
[10] “وثائق بريطانية من فترة التمرّد العربي 1936-1939″، ترجمها وأعدّها العقيد الصهيوني “أوري درومي”، مجلة “معرخوت” التابعة لجيش الاحتلال 315-316، رابط.
[11] بدأ “مورتون” العملَ في الشرطة البريطانية العاملة في فلسطين في العام 1930، وأتقن اللغة العربية بطلاقةٍ، ما أهّله لاستلام مسؤولية إدارة شرطة جنين خلال الثورة، برتبة مُشرفٍ مساعد، في العام 1938.
[12] كان “شتيرن” قد خطّط لاغتيال “مورتون” في العشرين من كانون الثاني 1942، واقتضت خطّته زرع قنبلتين في أحد المباني في “تل أبيب”، تهدفُ الأولى إلى لفتِ انتباه “مورتون” وجلبه لمكان الحادث، وتنفجر القنبلة الثانية فتقتله. أرسل”مورتون” لمكان الحادث ثلاثةً من رجال الشرطة بدلاً منه، وهم نائب المشرف “سليمان شيف” والمفتش “غولدمان”، وكلاهما من اليهود، والمفتش “جورج تورتون”. فقُتِل “شيف” على الفور ولحقه “غولدمان” بعد ذلك بوقتٍ قصيرٍ، أمّا “تورتون” فمَات بعد يومين، وانتابت “اليشوف” موجة غضبٍ إثر مقتل ضبّاط الشرطة اليهود.
[13] زعمت صاحبة الشقّة التي كان يختبئ بها “شتيرن” أنّها لمحته مُكبّلاً ومُحاطاً برجال الشرطة، ثمّ سمعتْ ثلاث طلقاتٍ مصدرها شقّتها، وشاهدت جثته ملفوفةً في بطانيةٍ أُلقي بها من الطابق الرابع. وصرّحت السلطات البريطانية أنّه قُتل بعد محاولته الهرب من النافذة؛ الصباغ، محمود. “الإرهاب اليهودي -الصهيوني و قيام دولة إسرائيل”، الحوار المتمدن، العدد: 6373. 10/8/2019، رابط؛ ميخال، بنيامين. “بفضل الاغتيال ذاته”، صحيفة “هآرتس” الصهيونية، 24/8/2016، رابط.