تعني البوليمولوجيا بدراسة الحرب كظاهرة إنسانية معقدة. ولا يقصد بوصفها معقدة كونها غير مفهومة، بل بمعنى وجود عدّة جوانب/مظاهر/مستويات للحرب، تتم دراسة الحرب من خلالها جميعًا. هذا مع التأكيد مرة أخرى على أنّ جميع هذه الأبعاد للحرب متشابكة، تجمعُها باستمرار فكرةٌ واحدةٌ مشتركة تعطيها صفة الحرب، وبإلغاء هذه الفكرة الواحدة المشتركة يكون الحديث عن شيء آخر وليس عن الحرب.

(لقراءة الجزء الأوّل من هنا، والجزء الثاني من هنا).

*****

يقول الأنثروبولوجي الأمريكي “بريان فيرغسون” في النقطة الثالثة من مقال “عشر نقاط في الحرب” (R. Brian Ferguson :Ten Points on War) إنّ أية ظاهرة ثقافية اجتماعية يمكن تقسيمها إلى ثلاثة مستويات رئيسية: المستوى الأول هو مستوى البنية التحتية لهذه الظاهرة (infrastructure) ويشمل حسابات الناس الشخصية، التكنولوجيا أو الأدوات وتقنيات العمل، وأخيراً التشابك أو التداخل مع البيئة المحيطة. المستوى الثاني هو مستوى بنية الظاهرة ذاتها (structure)، ويشمل جميع قوالب التفاعلات والمؤسسات السلوكية، بما فيها علاقات القرابة (kinship)، الاقتصاد والسياسة، الخ. أما المستوى الأخير فهو مستوى البنية الفوقية لهذه الظاهرة (superstructure) وفيه نجد مجموعة العقائد لمجتمع ما، أعرافه وقوانينه وقيمه بشكل عام وبشكل خاص، مثل الدين، الجماليات والآيديولوجية.

بحسب “فيرغسون” إذن، فإن أية ظاهرة أو حياة ثقافية تتشكل من هذه المستويات الثلاثة المعقدة داخليًا (بمعنى المتداخلة، المتشابكة)، ومن تفاعل أنظمة الأنظمة الفرعية (systems of subsystems) في هرم تسلسلي تكثر فيه القيود نزولا وتقل صعودًا. أو يمكن القول باختصار، إن البنية التحتية تضع الإمكانات لبنية الظاهرة، وبنية الظاهرة تجمح خيال البنية الفوقية، لكن، يعود ويقرّ الكاتب بشيء من الاستقلال الخاصّ بكل مستوى من هذه المستويات الثلاثة. [1]

في الحقيقة، إن أهمية ما يقوله “فيرغسون” ليس في كل ما ذكر حتى الآن، وإنما في اعتقاده بأنّ هذا المخطط للظاهرة الثقافية قادرٌ كذلك على توضيح الخصائص العامّة للحرب في مجتمع ما. فالبنية التحتية تحدد مثلاً كيف تُخاض الحرب وضدّ من تُخاض: نطاق وحدات وأطراف الحرب (scale of war-making units and parties)، نوعية الأسلحة المستخدمة، جدولة أطراف الحرب بالنظر إلى أنشطة البقاء لديها (أنفاق المقاومة الفلسطينية على سبيل المثال تعتبر إحدى هذه الأنشطة)، وأخيرًا، مدى وفرة وكلفة الموارد الضرورية.

أما البنية، فتحدّد ملامح التصور الاجتماعي للحرب: الروابط العائلية لحشد الرجال داخل وبين الجماعات المتحاربة، نشاط وتوزيع الأشياء الضرورية والقيّمة، قرار البنى وطرق التحالف أو العداوة. وفي النهاية، تختص البنية الفوقية بتزويد الإطار الأخلاقي لشنّ الحرب وتحفيز المقاتلين: نظم القيم المتصلة بالعنف (خزان الحقد ومصادره الشرعية)، [2] الأفكار الدينية التي توظّف في الحرب، والآيديولوجيات الممكن استحضارها لتبرير الحرب أو السلام. [3]

كان لا بدّ من هذه الإزاحة قليلاً، لا لشيء سوى لأن دراسات أو علم الحرب (البوليمولوجيا) تُعنى أساسًاً بدراسة الحرب كظاهرة إنسانية معقدة. ولا يقصد بوصفها معقدة كونها غير مفهومة، بل بمعنى وجود عدّة جوانب/مظاهر/مستويات للحرب، تتمّ دراسة الحرب من خلالها جميعًا. هذا مع التأكيد مرة أخرى -بالرجوع إلى تعريف “كلاوزوفيتز” للحرب على أنّ الحرب “عملٌ من أعمال القوّة لإجبار العدوّ على تنفيذ إرادتنا”[4]- على أنّ جميع هذه الأبعاد للحرب متشابكة، تجمعُها باستمرار فكرةٌ واحدةٌ مشتركة تعطيها صفة الحرب، وبإلغاء هذه الفكرة الواحدة المشتركة يكون الحديث عن شيء آخر وليس عن الحرب.

انطلاقًا من هذا الفهم للحرب، اعتمدت دراساتُ الحرب منذ نشوئها منهجَ المناهجية (أكثر من منهج) في تتبعها لآثار هذه الظاهرة، بحيث تتمّ دراسة الحرب كظاهرةٍ اجتماعية وتاريخية وسياسية واقتصادية وعسكرية ونفسية وقانونية وفلسفية وفنيّة، على الأقل. وتهدف الدراسة لمعرفة: ظروف وأسباب حدوثها، كيف تُدار الحروب، وكيف تُحسَم أو تنتهي، وكيف يمكن منعها أو التقليل من آثارها، أو من أجل التنبؤ بها والتعرّف عليها حال حدوثها.

ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال دراسة الحرب من دون دراسة السلام، بحكم العلاقة الجدليّة بينهما، والتي لا يمكن الفكاك منها، فبدون السلام لا يمكن التعرف على الحرب، وبدون الحرب لا يمكن التعرف على السلام. ولهذا السبب مثلاً، يهرب علماء التطور دومًا من مفردة الحرب في حديثهم عن الصراع من أجل البقاء، لأن فرصة إقامة حالة من السلام في خضمّ هذا الصراع معدومة.

إذن، دراسات الحرب ليست نفسها علم الاجتماع العسكريّ –أحد فروع علم الاجتماع- الذي يهتم بدراسة المؤسسة العسكريّة كوحدةٍ اجتماعيةٍ من خلال البحث في قضايا عديدة كانضمام الأفراد إلى الجيش، وتصرفات الجنود في المعسكرات والمعارك، وعائلات الجنود، الخ، والذي يهدف إلى توضيح هذه المساحة في النهاية بين ما هو مدني وما هو عسكري. ودراسات الحرب ليست كذلك آنثروبولوجيا الجيوش التي تعالج القضايا ذاتها والكثير غيرها لكن في سبيل تفسيرها من خلال التوثيق لها اثنوغرافيًا (ميدانيًا). [5]

كما أن دراسات الحرب ليست العلوم العسكرية التي تذهب للبحث في تاريخ المعارك والحروب، والاستراتيجية العسكرية من دفاع وهجوم، والتقنية العسكرية وتاريخها وأنواعها وكيفية استعمالها واستخدامها وتدريب الأفراد عليها، والعقيدة العسكرية، والعقيدة القتالية، إلخ، أو باختصار شديد، فإن دراسات الحرب ليست العلوم العسكرية التي تركز اهتمامها على دراسة الجانب الفنّي في الحرب بهدف وضع خطة/سياسة دفاعية أو هجومية للبلاد بالمعنى العريض للكلمة.

هذه الحقول الثلاث ضيّقة جدًا مقارنًة بدراسات الحرب، ويمكن القول بأنّ دراسات الحرب تحتوي هذه الحقول ضمن مناهجها في معالجة هذه الظاهرة، ليس فقط من ناحية اجتماعية، أو آنثروبولوجية، أو عسكرية، بل من نواحٍ أخرى كثيرة نستعرض أهمها:

الحرب ظاهرة اجتماعية

لا شكّ بأنّ أول بُعدٍ يمكن التعرف عليه في الحرب هو كونها ظاهرةً اجتماعيةً، فالأفراد – الجماعات – المجتمعات هم رأس مال الحرب الأول المعنوي والمادي، أي أن الحرب تنشأ عن المجتمع تعبيرًا صريحًا أو ضمنيًا، مباشرًا أو غير مباشر عن إرادته، وهذه بكل الأحوال هي الكلمة المفتاح في معنى أي ظاهرة اجتماعية. يطلق على هذه الإرادة المجتمعية أيضًا تعبير النزعة العسكرية (militarism)، ويشير هذا التعبير إلى مجموعة من القيم المغروسة في مجتمع ما بطريقةٍ تجعله يرى في المحارب نموذجًا مثاليًا، ويدفع أفراده للاعتقاد بضرورة المحافظة على قوة المجتمع العسكرية. وتختلف النزعة العسكرية من مجتمعٍٍ إلى آخر، ويمكن قياسها مثلا بمدى انضمام الأفراد إلى الجيش، أو بالميزانية السنوية التي تخصص للعسكر، إلخ.

من جانبٍ آخر، تقيم الحرب نمطًا جديدًا من العلاقات بين أفراد المجتمع نفسه، ومع المجتمعات الأخرى، وإذا كان علم الاجتماع يدرس الأنماط المعيشية المختلفة للمجتمعات البشرية، فإن الحرب تفرض نمطًا اجتماعيًا آخر جديدًا/خاصًّا (أصيلاً من وجهة نظرنا) تقترح دراسات الحرب دراستها من خلاله.

الحرب ظاهرة تاريخية

تنظر دراسات الحرب إلى الحرب باعتبارها ظاهرة تاريخية أيضًا، وهذا يعني بدايًة، أن الحرب بدأت عند نقطة معينة في التاريخ الإنساني، وإن كنا نعنى بالحرب هنا الحرب بالمفهوم الكلاوزوفيتزي (state-level warfare) أو حروب الاستراتيجية العسكرية، فبالضرورة، يعود هذا بنا كما قلنا سابقًا على أقرب تقدير إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد، حيث بدأت أولى المدن والدول تتشكل ومعها جيوشها.

أما الحرب في ذاتها فقد بدأت عمليًا في مرحلة تاريخية لا يمكن التأريخ لها بشكل دقيق. [6] ما يشير إليه “دوين داوسون” في  كتابه الجيوش الأولى (Doyne Daowson : The Frist Armies)  هو أن هذا المستوى الأول من الحروب وُزّع على ثلاث مراحل متتابعةٍ: حروب الحصار، حروب العربة، وحروب المشاة (the warfare of siege, of chariot and of infantry)، وأن لكل حقبة من هذه الحروب نظامها العسكري والسياسي وبنيتها الاجتماعية الخاصة بها: الدولة المدينة، المملكة العظمى، وأخيرًا الإمبراطورية المركزية.

أما المرحلة الأولى من الحروب، فقد ظهرت في المنطقة السامرية قبل حوالي 3800 ق.م، وقد كانت بالضرورة حروبًا تقوم على حصار المدن الكبيرة في سبيل إخضاعها. ويُفهم من هذا أن دول المدينة هذه قد طورّت لنفسها نظمًا دفاعية سرعان ما كُسرت شوكتها بظهور الممالك العظمى قبل حوالي 2350 ق.م.، والتي اعتمدت كالآكاديين استراتيجية إخضاع المدن بما يطلق عليه دويسون مفهوم “العاصفة”، أي استغلال الظروف البيئية كالمناخ في الهجوم بالقوة البشرية لاحتلال المدن.

أما المرحلة الثانية، فقد دشنّت مع تطوير فكرة العربة-الحصان قبل حوالي 1700 ق.م.، وقد سمح هذا الاختراع لأول مرةٍ بإمكانية وجود قوتين هجوميتين في نفس الساحة. وقد انتهت هذه الحقبة بحلول الـ 1000 ق.م.، حيث ظهرت قوى المشاة مدعومة بسلاح الفروسية، وقد ساهم ذلك في تصاعد وتيرة الحرب حينها، وأعطى دفعة قوية لترسيخ الإمبراطوريات المركزية. وقد ظهرت أغلب أفكار القدرات التنظيمية للجيوش وفعالية السلاح في هذه الحقبة بالذات، ولم يتم تجاوزها إلا قريبًا جدًا مع ما يعرف في العلوم العسكرية بالثورة في الشؤون العسكرية. [7]

إنّ اعتبار الحرب ظاهرة تاريخية يعني أيضًا أنها ظاهرة متغيرة (من لا تاريخ له يبقى ثابتًا لا يتغير)، والحروب عمليًا أحد أسرع الظواهر تغيرًا (تطورًا) في تاريخ البشرية، والتي شكلت في تحولاتها نقاط الانتقال التاريخية من حقبة إلى أخرى. وعادة ما يتم التأريخ للحروب حسب تطورها زمنيًا على النحو الآتي: الحروب الأولى، والحروب الهيلينيّة، والحروب الامبراطورية، والحروب الدينية، والحروب الأممية، والحروب الثورية، والحروب الكولونيالية، والحروب المعاصرة، والحروب الشاملة.

الحرب ظاهرة سياسية

هدف كلّ حرب هو الانتصار، وإن دور السياسة المثالي هو تحقيق هذا الانتصار دون اللجوء إلى السلاح (المناورة السياسية)، أو استغلال الحرب كآلية دبلوماسية لإكراه العدوّ عند اللجوء إلى السلاح، ومن ثم توظيف الانتصار في حال الظفر به لتحقيق الأهداف الأخرى إن وجدت. ذهب “كلاوزوفيتز” أبعد من ذلك بالقول إن “السياسة هي الرحم الذي تنمو فيه الحرب”، [8] بمعنى أن السياسة هي من يرسم للحرب ومن يهيّىء لها ويعلنها ويقودها دبلوماسياً، ويظفر بنصرها أو يتحمل مسؤولية الهزيمة.

الحرب ظاهرة اقتصادية

لا يمكن أيضاً إغفال البعد الاقتصادي للحرب، فالحرب تخضع لحسابات اقتصادية دقيقة يمكن اختصارها في سؤالين: كم سكيلفنا ذلك؟ وكم سنجني؟ كما أنّ الحرب تؤسس نمطًا اقتصاديًا خاصًا بها يسمى عادة بـ”اقتصاد الحروب”، فالحرب تفتح خطوط إنتاجٍ جديدة كما تغلق أخرى. ولا تقف العلاقة بين الاقتصاد والحرب عند هذا الحدّ، فأحيانًا يكون الاقتصاد (رأس المال) سببًا رئيسيًا في وجود الحرب وتوجيهها، كما هو الحال تاريخيًا في الحروب الإمبريالية.

الحرب ظاهرة عسكرية

من أجل فهم الحرب، يجدر بنا أيضًا وبدون شكّ دراسة الاستراتيجية العسكرية والتكتيك في كلّ حرب ومعركة: ما هي خططّ الدفاع والهجوم التي تمّ وضعها لهذه الحرب أو لهذه المعركة؟ ما تمّ استخدامه وما تمّ استثناؤه، ثم دراسة التقنية العسكرية المتوفرة والمستخدمة: تاريخها وأنواعها وكيفية استعمالها واستخدامها، وتدريب الأفراد عليها، ثمّ العقيدة العسكرية، والعقيدة القتالية للجنود، وجوانب أخرى كثيرة في هذا الجانب الفنّي للحرب.

الحرب ظاهرة قانونية

تأخذ الحرب طابعًا قانونيًا انطلاقًا من اعتبارها “ظاهرة مرضيّة” (لا يمكن تجنبها) ينبغي الحدّ منها أو التقليل من آثارها. وفي سبيل ذلك، وضع السامريون قبل ألفي عام “قانون حمورابي” الذي قرروا فيه ضرورات إعلان الحرب، والتحكيم بين الخصوم، وحصانة المفاوضين، ومعاهدات الصلح، إلخ. كما أوصى النبي محمد جيوشه قبل الذهاب إلى القتال وصاياه المشهورة، وصولاً للقانون لحماية حقوق الإنسان أثناء النزاعات المسلحة.

ومن جانب آخر، تأخذ الحروب طابعًا قانونيًا إنطلاقًا من اعتبارها عنفًا منظمًا (لا بدّ منه) يخضع بشكل أو بآخر لقواعد شكلية أو عرفية، هذه القواعد أقرب لكونها تكتيكات عسكرية، وعادةً ما يتم الاتفاق عليها ضمنيًا بين الأطراف المتحاربة. ويمكن الذهاب أبعد ذلك، فتكون هذه القواعد سببًا مباشرًا وراء الذهاب إلى الحرب أو عدم الذهاب، ولعل أبرز مثالٍ على ذلك هو التطيّر قبل النزال عند العرب.

ليست هذه الملامح وحدها ما يدلّ على الحرب، فالحرب أيضًا حالة فنيّة (artistic) وحالة نفسية وفلسفية، تقيمها وتُدرس من خلالها في مناهج دراسات أو علم الحرب. ولكي نفهم ذلك بصورة أوضح ونختم به، دعونا نقول أو نتخيل أن الحرب مباراة كرة قدم، ولتكن مثلا بين المنتخب الفلسطيني والمنتخب الصهيوني، ولنفرض أنها ستقام على ملعب قلنديا الدولي.

من البديهي بدايةً أن يكون هناك منتخب فلسطيني كي يشارك/نشارك في هذه المباراة، ثم أن يكون هذا المنتخب مدرّبًا مؤهلًا لخوضها وللفوز فيها. ولسبب ما نعرفه، سيحضّر لهذه المباراة ويحضرها رجل السياسة، وسيحشد لها الإعلام حتى موعد انعقادها وربما أطول. كما لن تغيب هذه المباراة بالتأكيد عن بال أصحاب الشركات التجارية الكبرى، البسطات، الشعراء، المنظّرين… وجمهور من المشجعين الذين سيضجّ الملعب بهم والهواء بهتافاتهم، سنرى دموع النصر أو دموع الهزيمة، وسيحضّر كل هؤلاء للمباراة المقبلة، وتكون حرب.

*****

الهوامش:
[1] Ferguson 1990a, 1999, cited in Ferguson 2008, p. 36. بريان فيرغسون آنثروبولوجي أمريكي ولد عام 1951 في مدينة نيويورك، درس الآنثربولوجيا الثقافية في جامعة كولومبيا، ويحاضر الآن في جامعة روتجرز- نيوجيرسي (Rutgers University – Newark)، موضوع بحثه الرئيسي هو “آنثروبولجيا الحرب” وقد نشر فيه ما يقارب الأربعين مقالا وخمسة كتب. موقع الكاتب ومنشوراته، هنا. الرابط الالكتروني لنص “عشر نقاط في الحرب”، هنا. 
[2]أنظر مثلاً: علي شريعتي، بناء الذات الثوريّة.
[3]مصدر سابق.
[4]كارل فون كلاوزوفيتز، في الحرب، ص. 103.
[5] سننشر لاحقا نصوص مطوّلة عن آليات انضمام الأفراد إلى الجيش، ومن الجيش جنودًا إلى الحرب.
[6]  هناك ما يطلق عليه بحروب القبائل  (The wars of the tribes)، وعادة ما يتمّ التأريخ لها من 35,000 – 3200 قبل الميلاد، وقد جرت العادة في استحضار قضية هذه الحقبة البدائية من الحروب في نقاشات علم التطور الاجتماعي ومقولة الطبيعية البشرية، وليس في ثنايا دراسات الحرب، ويعود السبب باعتقادنا إلى  عدم تقديمها قيم معرفية كبيرة في هذا المجال. بكل الأحوال، سيكون لنا مساحة لاحقة واسعة في إعادة قراءة الحرب انطلاقا من نقاش هذه المقولات العلمية والفلسفية الكبيرة، ايمانا منا بقوّة المشروع المعرفي الشعبي وقدرته على اعطاء تصوره الخاص بالعالم والتاريخ الانساني ككل أيضاً.
[7] Doyne Daowson, The First Armies, 2001, p. 210.
​[8]  مصدر سابق، ص 167.