24-2-2024
في ليلة العاشر من كانون الأول 1918، أغارت فرقة من الجنود البريطانيين على قرية صرفند الخراب غربي الرملة، وبعد أن حاصرت القرية، بدأت بحرق منازل القرية وقتل أهلها، كانت حصيلة المجزرة استشهاد العشرات من أهالي القرية وتدميرها وتهجير من تبقى منهم. على الرغم من كون المجزرة نُفذت بأيدي جنود الإمبراطورية البريطانية، إلا أنها جاءت في سياق الصراع ما بين الفلاحين الفلسطينيين والمستوطنين على الأرض. وبهذا، كانت مجزرة صرفند الخراب فاتحة عهد التهجير والمجازر الاستعمارية في الزمن الأنجلو-صهيوني لفلسطين المستمرّ إلى يومنا هذا، وبقيت المجزرة غائبة كلياً عن الكتابة التاريخية الفلسطينية توثيقاً ودراسةً.
يقدّم خالد عودة الله في هذه المحاضرة توثيقاً مفصّلاً للمجزرة، من ثمّ تأطيراً منهجياً للمجزرة المستمرة في فلسطين بكونها منذ بدايتها كانت مجزرة إمبريالية، والدور التأسيسي لمجزرة صرفند الخراب 1918 في العقيدة الإبادية الصهيونية ومن ثمّ الدور الأداتي لفكرة المجزرة في العقل الصهيوني في محاولة حسم الصراع الاستيطاني في فلسطين، في وقت يتمّ التعامل فيه فلسطينياً وعربياً مع المجزرة المفتوحة في غزة بصفتها مجزرة “تقع هناك” في منطقة جغرافية محصورة” ولا تمسّ آثارها مستقبل الكل الفلسطيني والعربي أو بكون المجزرة جاءت حصراً كردة فعل على عملية السابع من أكتوبر.
التسجيل المصوّر للمحاضرة: