توطئة

يروي كمال الجعبري في هذا النص بعضاً من العطش إزاء التاريخ الكثيف المُخبّأ من العمل المقاوم في الأردن، والمُسانِد لمثيله في الأراضي المحتلة، خاصّةً ما قبل أحداث أيلول الأسود، فينقل لنا قصاصاتٍ من حياة عمر داود الطحلة “أبو جورج المسلم”، الذي كان منتمياً للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فترة تواجدها في الأردن آنذاك، وهي واحدةٌ من القصص الكثيرة التي ما زالت تخبّؤها بيوت الأردن حتى الآن.

مقدمة

تحت معرّش العنب، في ذاك المنزل الواسع في إحدى ضواحي عمّان، تلك المدينة التي تختزن بين جدران بيوتها وفي أزقتها ومخيّماتها وبيوتها الفارهة قسماً كبيراً من التاريخ الفلسطيني، بكلّ تجلياته الثقافية والنضالية، بدأت حكايتي مع “أبو جورج المسلم”، فمن هو هذا الرجل؟ وماذا اختزنت ذاكرته عن تجربة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الأردن؟

تبدأ الحكاية في مدينة الرملة الفلسطينية، التي يوصَف أهلها بالقوة والإتقان في العمل، حالهم كحال أهل الخليل. وُلِد الحاج عمر داود الطحلة (أبو خليل) في العام 1940، ولا زال يذكر معارك النكبة للدفاع عن مدينته، والتي شارك فيها الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد)، قبل احتلالها بشكلٍ مأساويّ في 12 تمّوز/يوليو، كما ينقل لنا الحاج “أبو خليل”، بالإضافة إلى مشاركة المناضل والمؤرّخ الليبي وصاحب كتاب (جهاد فلسطين خلال نصف قرن)، صلاح مسعود بويصير، في القتال.  [1]

غادرت عائلة داود الطحلة الرملة وتوجّهت إلى غزة، كما فعلت العديد من عائلات الرملة، ومنها عائلة الطحلة الممتدّة التي سكنت حيّ الزيتون في مدينة غزة. ولكن لم يلبث داوود الطحلة أن غادر غزة باتجاه الخليل، ليسكن مع عائلته في خربة السكة، بالقرب من الظاهرية. وفي العام 1953، غادرت عائلة الطحلة الخليل متّجهةً إلى عمّان، ويروي الحاج عمر الطحلة ذكرياته عن تلك الرحلة: “لمّا رحنا من الخليل إلى عمّان مرّينا بوادي شعيب في السلط وأصرّ علينا أهل السلط ننزل نتغدا عندهم، بس أبوي رفض، ما كان معنا وقت ننزل”.

سكنت عائلة الطحلة في جبل النظيف المُتاخم لمخيم الوحدات الذي لم يكن قد شُيّد بعد، وثمّ انتقلت للسكن في منطقة راس العين. في تلك الفترة من الزمان، كان معظم اللاجئين الفلسطينيين في عمّان يسكنون في مخيماتٍ مؤقتةٍ على سفح جبل اللويبدة، وفي جبلي النظيف والمريخ، وعلى طول ضفاف سيل عمّان، وسط المدينة.

وهناك، تعلّم الحاج عمر الطحلة مهنة الحدادة وعمل بها، وانضمّ في العام 1960 إلى صفوف حركة القوميين العرب. ويخبرنا عن تلك الفترة بأنّ الالتحاق بالعمل الفدائيّ المنظّم آنذاك كان يتطلّب قراءة وتلخيص العديد من الكتب التي تشرح فكر الحركة، وكيف أنّه وعلى الرغم من عدم امتلاكه المؤهل العلمي الثانوي أو الجامعي، ومع الممارسة والمحاولة، تمكّن من قراءة وتلخيص كلّ ما طُلب منه، ليتسلّح بالفكر الثوريّ إلى جانب البندقيّة.

وعن بدايات العمل العسكري في صفوف حركة القوميين العرب، يُشير الحاج أبو خليل إلى أنّ الحركة تنبّهت مبكراً إلى أنّ الأنظمة العربية الحاليّة لن تخوض معركة تحرير فلسطين، فأنشأت في الأردن والضفة الغربيّة (الجهاز الثوري لحركة القوميين العرب)، والذي عُرف لاحقاً باسم (شباب الثأر).

بدأت الحركة تدريب الكوادر عسكرياً في معسكر (إنشاص)، بالقرب من الإسكندرية في مصر، بإشرافٍ من المخابرات الحربية المصرية، وكان التدريب يتمّ بصورةٍ سرّيةٍ؛ حيث يسافر المتدرّبون إلى بيروت بالسيارة، ومن ثم يتمّ نقلهم بشكلٍّ سرّيٍّ من بيروت إلى الإسكندرية بباخرةٍ مصريةٍ تُدعى (الجزائر). أمّا تهريب السلاح ونقله من سورية إلى الأردن، فكان عمليّةً مضنية تتمّ بطرق عديدة، ويذكر لنا الحاج عمر منها تهريبها عبر شاحنات النقل التي كان يعمل عليها عددٌ من كوادر الحركة، وذلك من خلال إخفائه في أبواب خشبيّةٍ مفرّغةٍ.

تعرّض الحاج أبو خليل لعدة اعتقالاتٍ من قبل المخابرات الأردنيّة قبل النكسة خلال عاميّ 1964 و1965، حيث كانت السلطات الأردنية آنذاك تحظر وتمنع أنشطة حركة القوميين العرب في الأردن والضفة الغربية.

الشهيدة شادية أبو غزالة، وانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

تأسّست الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في كانون الأوّل 1967، وذلك بعد اتحاد تنظيم شباب الثأر الذي كان يمثّل الفرع الفلسطيني من حركة القوميين العرب، وكان يضمّ تحت لوائه وديع حداد ومصطفى الزبري (أبو علي مصطفى)، مع تنظيم أبطال العودة الذي كان ينشط في جنوب فلسطين، في الخليل تحديداً، بقيادة الشهيد الحاج فايز جابر، إضافةً إلى جبهة التحريرالفلسطينية بقيادة أحمد جبريل.

وفي خضمّ حديث الحاج أبو خليل الطحلة عن بدايات العمل الفدائيّ للجبهة الشعبية في العام 1965، والتي سبقت العام 1967 وانطلاقة حركة فتح، يُشير لنا إلى أنّ التدريب العسكريّ لعناصر الجهاز النضاليّ والفرع الفلسطينيّ لحركة القوميين العرب كانت يتم في معسكرٍ سرّي في منطقة الكسّارات، التي تقع اليوم في طريق الحزام الدائري الذي يصل شرق مدينة عمّان بمدينة الزرقاء، وتحديداً بالقرب من منطقة أبو علندا.

عمل الحاج عمر الطحلة في تدريب الكوادر القتاليّة في معسكر الكسارات، ودرّب من ضمن من درّبهم الحاج أبو خليل الشهيدة شادية أبو غزالة، التي استُشهدت في نابلس بعد انفجار عبوةٍ ناسفةٍ كانت تعدّها داخل منزلها في 28 تشرين الثاني 1968. ولم تكُن شادية الوحيدة التي تدرّبت في هذا المعسكر، بل تلقّت فيه العديد من المناضلات تدريباتٍ تنوّعت بين صناعة المتفجرات وإطلاق النار والقتال بالسلاح الأبيض.

معسكرات الجبهة الشعبية في الأردن

لم يتلقَّ كافة عناصر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تدريباتهم الأوّلية في الأردن في معسكر الكسارات وحسب، بل تعدّدت المعسكرات وقواعد تدريب الجبهة الشعبية في الأردن، ومن أبرزها قاعدة الرميمين، والجبل الأقرع في منطقة البلقاء، حيث شهد الأول عدداً من التدريبات لجهاز العمل الخارجي للجبهة الشعبية بقيادة الشهيد وديع حداد.كما تلقى عددٌ من مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تدريباتهم في معسكر قوات التحرير الشعبية، في دبيّن، الواقعة في محافظة جرش الأردنية، والذي أشرف على إدارته الشهيد فايز جراد، من أبناء قطاع غزة.

اقتصر تسليح الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على السلاح الذي كان يتمّ شراؤه بتمويلٍ ذاتيٍّ: “كنا نشتري السلاح القديم من البدو في سحاب وندخله إلى لبنان والأرض المحتلة، ما عرفنا الكلاشنات إلا بعد معركة الكرامة، (في) الأول كلّ اللي معنا شوية بواريد من الحرب العالمية الثانية، كان معنا كارلو وبواريد ألمانية ورشاشات سويسرية”، بتلك العبارات وصف الحاج عمر الطحلة طبيعة تسليح الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بدايات العمل الفدائي.

“أبو جورج المسلم” 

تولّى الشهيد مصطفى الزبري (أبو علي مصطفى) المسؤوليّة العسكريّة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الأردن، وفي تلك الفترة تمّ اختيار الحاج أبو خليل الطحلة ليكون مسؤولاً ضمن جهاز الأمن الخاص بالجبهة الشعبيّة، والذي كان يُعرف باسم قوات صلاح الدين المحمولة، ويتّخذ من إحدى بيوت شارع بارطو الذي يربط بين مستشفى الأشرفية ومستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني، على أطراف مخيم الوحدات، مقرّاً لها.

يروي الحاج عمر الطحلة قصّة تسميته بالاسم الحركي “أبو جورج”، وذلك على إثر الخلاف بين الحاج عمر وأحد عناصر الجبهة الشعبية، الذي كان متأثّراً بأفكار نسيبه المُنتمي لحزب التحرير الإسلامي، وذلك في إحدى السهرات لعناصر وكوادر قوات صلاح الدين المحمولة في مقرّ قيادتها، الواقع في شارع بارطو في جبل الأشرفية، حيث قال ذاك العنصر للحاج عمر: “إنت بتعبد جورج حبش!”. وبعد أن توجّه أبو خليل لأبي علي مصطفى بالشكوى، وبخفّة ظلّه المعهودة، كان جوابه: “خلص حلو كثير، بدنا نسميك أبو جورج”، واستصدر له هويةً للعمل الفدائي باسم “أبو جورج”. ولأنّ الحاج أبو خليل كان ملتزماً دينياً، أطلق عليه فدائيّو الجبهة الشعبية لقب (أبو جورج المسلم).

وديع حداد في الأردن: الشيخ فلاح 

بعد بداية العمل الفدائيّ المسلّح في الأردن في نهايات العام 1967، تطلّب الوضع الأمنيّ والعسكريّ انتقال وديع حداد إلى الأردن. كان الشهيد وديع في تلك الفترة مطلوباً للمخابرات الصهيونية والأمريكية، وكذلك السوريّة، بعد إشرافه على عملية تحرير جورج حبش من السجون السورية في تشرين الثاني 1968، والتي شارك فيها علي داود الطحلة “أبو داود”، وهو أخ “أبو جورج عمر” ومن كوادر الجبهة الشعبية الذين شاركوا في المهام الخاصّة للعمل الفدائي.

على إثر ذلك، تمّ إخفاء مكان تواجد الشهيد وديع حداد وفق ترتيبٍ أمنيّ كان يعلم به عدد قليل من الأشخاص، منهم حمدي مطر وأبو علي مصطفى وفايز جابر وأبو جورج المسلم. فتم استئجار بيتٍ صغيرٍ في مخيم الوحدات، واختار وديع حداد أن يطيل لحيته ويلبس الكوفية والعقال،  ويسمّي نفسه “الشيخ فلاح”. كان يجوب أزقة المخيم بإبريق الوضوء، ويصلّي في منزله بصوتٍ عالٍ، ويروي أكثر من رجلٍ من أهل المخيم لأبي خليل بأنهم صلّوا جماعةً خلف الشيخ فلاح.

كان الشهيد وديع حداد خلال فترة تواجده في الأردن حريصاً على تعلّم كافة الخبرات العملية من الحرفيين الذين يعرفهم، لكي يوظّف تلك الخبرات في عمله النضالي الثوري؛ ففي إحدى المرات طلب وديع حداد من الحاج عمر الطحلة تعليمه كيفية إحداث ثقوب دائريّةٍ في الشبابيك الزجاجية، وبالفعل قام أبو خليل بتعليم الشهيد وديع حداد طريقة فكّ الشبابيك خلال عدّة جلساتٍ في بيته، وفي مقرّ قوات صلاح الدين في الأشرفية.

خلال فترة تواجد المقاومة الفلسطينية في الأردن، دخل الشهيد غسان كنفاني الأردن عدّة مراتٍ. وخلال ذهابه إلى مخيم الوحدات، رافق أبو جورج الشهيد كنفاني، حيث كان حريصاً على زيارة الفدائيين في بيوت أهاليهم، وفي قواعدهم، وفي الأسواق. فعندما كان الشهيد يكتب قصصه ورواياته، كان يستمدّ تلك النصوص من معايشته الفعلية لأبناء الشعب الفلسطيني، وفدائييه.

بدايات الانشقاق وأبطال العودة

لم تكُن قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تبحث عن الكوادر السياسية الخاملة، بقدر بحثها عن تلك العناصر المقاتلة المؤمنة بالخط السياسي والاستراتيجية النضالية للجبهة، وقد كان ذلك واضحاً من خطب وندوات الأمين العام للجبهة الشعبية، الراحل جورج حبش، التي تحدّث فيها عن حرب التحرير الشعبية، وعن دور الجماهير المسلّحة في المقاومة ومعركة تحرير فلسطين. باختصارٍ، اتجهت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نحو الماوية، التي تركّز على أولوية الكفاح المسلح على النضال السياسي.

ومن القصص التي يرويها عمر داود “أبو خليل” حول بدايات الانشقاق في صفوف الجبهة الشعبيّة بعد النكسة، قصّة عاصرها مع نايف حواتمة، عضو اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والذي انشق عنها لاحقاً وأسّس الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين، ذات الميول الماركسية الواضحة.  تبدأ الحادثة التي يرويها “أبو جورج” مع توجّه نايف حواتمة خلال فترة تواجد المقاومة الفلسطينية في الأردن، وقبل العام 1969، إلى إحدى معسكرات أبطال العودة في منطقة مكاور إلى الجنوب من البحر الميّت في الأغوار الأردنية.

كان هذا المعسكر يُعرف بمعسكر ذوي (القنابيز)؛ إذ كان جميع من في المعسكر من أهالي مدينة الخليل، وممّن يتمسكون بالعادات والتقاليد والتديّن الشعبي الذي تشتهر به الخليل، كما عُرف المعسكر بشدّة صلابة المقاتلين فيه ومهاراتهم القتالية في عمليّات نقل السلاح واختراق الحدود تجاه الأرض المحتلة. كان أفراد أبطال العودة يتنقلون بين معسكر مكاور ومقرّ قوات صلاح الدين ومعسكر غور أبو عبيدة، وكانت مهمّة المتواجدين في معسكر مكاور تتمثّل في تهريب ونقل السلاح محمّلة على الجِمال عبر الصحراء من الأردن إلى الجزء الجنوبي من الخليل.

يتابع عمر داود “أبو جورج” سرد الحادثة بالقول إنّه بعد وصول أبو النوف، وهو لقب حواتمة واسمه الحركيّ، إلى معسكر غور أبو عبيدة، وبعد ترتيب ندوة تثقيفٍ ثوريّ له من قيادة المعسكر، بدأ حواتمة الحديث بالتنظير الماركسي للثورة مستنداً إلى “كارل ماركس” و”فلاديمر لينين”، فما كان من الحضور مقاطعته مُعلّقين: “إحنا قاعدين هون ومدفون حوالينا أبو عبيدة وضرار بن الأزور وشرحبيل بن حسنة، إنت جاي تحكلينا ماركس ولينين؟”، فما كان من نايف حواتمة إلّا أن غادر المعسكر غاضباً، واتّجه إلى عمّان، حيث وصل إلى مقرّ الجبهة الشعبية الرئيسي في مخيم الوحدات ليلاً. فلقيه أبو جورج الذي كان في مناوبة حراسة، وشرح له حواتمة ما جرى معه، وجلس الاثنان بانتظار جورج حبش حتّى طلوع فجر ذاك اليوم البارد، الذي زادت برودته من غضب نايف حواتمة.

تعطي هذه الواقعة صورةً عن طبيعة الظروف والحيثيات التي دفعت ارتباط ذكر نايف حواتمة، الأمين العام الأوّل والحالي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بمشاعر وانطباعاتٍ سلبيّة لدى من عاصر تأسيس الجبهة الديمقراطية من مقاتلي الجبهة الشعبيّة، مثل عمر داود أبو طلحة. ففي تلك الفترة، اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تأسيسَ الجبهة الديمقراطية انشقاقاً على الجبهة الشعبية، ويذكر أبو خليل هنا الأوامر التي وجّهها الشهيد فايز جابر لمقاتلي قوات صلاح الدين المحمولة بمصادرة كافة قطع السلاح والسيارات الخاصّة بالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ولكن دون إطلاق رصاصةٍ واحدة، وهذا ما تمّ فعلاً. ولاحقاً، وبحسب شهادة عمر الطحلة، تلقّت الجبهة الديمقراطية دعماً مباشراً من قيادة حركة فتح.

أبو جورج وصيد العملاء

تنوّعت طبيعة مهام قوات صلاح الدين المحمولة بين حراسة مقرّات وقيادات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ورصد أي محاولاتٍ تجري في الأردن لإحداث أي صدامٍ بين العمل الفدائي والدولة الأردنية؛ إذ شهدت الفترة التي تلت معركة الكرامة في آذار من العام 1968 عدّة صداماتٍ بين المقاومة الفلسطينية والجيش والنظام الأردنيين. ومن أبرز تلك الصدامات، مثلاً، ما جرى في 4 تشرين الثاني 1968 عندما أسّس طاهر الدبلان المُنشَقّ عن منظمة الصاعقة (كتائب النصر) واشتبك ذلك التنظيم مع الجيش الأردني وقوات الأمن الأردنية في عدّة مواقع منها مخيم المحطة، وعددٌ من ضواحي عمّان، وانتهت تلك الأحداث بقيام قوات (الكفاح المسلح) -وهي قوة ضبطٍ ثوريٍّ شُرَطية تتبع منظمة التحرير الفلسطينية- باعتقال طاهر دبلان و100 من عناصر (كتائب النصر) وتسليمهم للسلطات الأردنية.

ومع تنوّع المهام تنوّعت الأساليب المُتّبعة في عمل جهاز أمن الجبهة الشعبية في رصد كافّة ما يتم تداوله في الأردن من منشورات. جنّد أبو جورج أحد مورّدي المطابع الرئيسية في عمّان، والذي كان له محلٌ في شارع بسمان، بحيث يحصل مكتب أمن الجبهة على كافة مسودات المنشورات قبل توزيعها، بتكليفٍ من قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الأردن. ويذكر أبو خليل أنّه وفي إحدى المرات، وبعد ضبط منشورٍ احتوى على مضامين قد تتسبّب باندلاع توتّرٍ فعليٍّ في الجبهة الداخلية في الأردن، والذي كان صادراً عن عددٍ من عناصر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بشكلٍ ارتجاليٍّ، عاقب أبو على مصطفى كاتبي المنشور بسكب الحبر على رؤوسهم.

أمّا فيما يتعلّق بصيد العملاء، فقد كانت لأبي جورج تكتيكاتٌ خاصّةٌ بذلك؛ ففي إحدى المرات وبعد اكتشاف أحد العملاء في أحد جبال عمّان، وخوفاً من سخط الأهالي على فدائيي الجبهة الشعبية، إذ كانت تنتشر في تلك الفترة العديد من الإشاعات حول اقتحام الفدائيين للبيوت واختطافهم للمواطنين، قسّم أبو جورج مجموعته إلى قسمين؛ مجموعةٌ تطلق النار من حديقة منزل العميل، لتدخل مجموعة أخرى منزله، وتعتقله بتهمة إطلاق النار باتجاه بيوت المواطنين، وبذلك تمّ اعتقال العميل ونقله بكلّ سهولةٍ إلى مقرّ قوات صلاح الدين. وفي مرةٍ أخرى، حمل أبو جورج عميلاً من حي الدبايبة في أطراف مخيم الوحدات وسار به ليلاً، وهو محمولٌ على ظهره لمسافة 3 كليومترات، وذلك بعد أنّ وضعه داخل كيس خيش، إذ يقول أبو خليل إنّه كان لا بدّ أن تتمّ عملية اعتقال العملاء بسريّةٍ وبدون “بهورة”.

أيلول الأسود وضبط النفس

بتاريخ 6 أيلول 1970، تمكّنت مجموعاتٌ فدائيّة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من اختطاف ثلاث طائرات، إحداها سويسريّة واثنتان أمريكيتان، واقتادتها إلى مطار الثورة الذي أسّسه الشهيد وديع حداد في منطقة قيعان خنا أقصى شرق الزرقاء، حيث أنشأ وديع حداد المطار على أنقاض مطار عسكريٍّ بريطانيّ، استخدمه الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية. ويذكر الضابط الأردني المتقاعد، محمد السمان، حواراً دار بين الشهيد وديع حداد وبين القائد العسكري الأردني، مشهور حديثة الجازي، حيث خاطب حدادُ الجازي قائلاً: “هي أثبتنا لكم يا باشا أن قيعان خنا تصلح مطاراً عسكرياً في المستقبل.

احتجزت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ركاب الطائرات في مواقعَ متنوعةٍ في عمّان، وبلغ عددهم حوالي 311 راكباً، في حين تمّ احتجاز الصهاينة منهم وعددهم 55، في مقرّ قوات صلاح الدين المحمولة في جبل الأشرفية، وبقي هؤلاء في قبضة الجبهة الشعبية طوال أحداث أيلول الأسود في الأردن، ليتمّ لاحقاً مبادلتهم مع عددٍ من أسرى الجبهة الشعبية، في عددٍ من دول العالم، منهم ليلى خالد.

يروي أبو جورج المسلم تجربته مع حادثة خطف الطائرات وعمليّة أيلول فيقول: “اتصل عليّ الحاج فايز جابر، وطلب مني التوجه إلى الجبل الأبيض في الزرقاء لإرسال رسالةٍ إلى محمد محمد محمد أبو العامين، وهو أحد المناضلين الفلسطينيين القدامى، ومن ثمّ طلب مني العودة إلى مكتب قوات صلاح الدين فوراً”، لقد كانت تلك الرسالة موجهةً إلى أبو العامين لكي يتحرّك مع مجموعته القتالية إلى قيعان خنا.

تمّ احتجاز كافّة الصهاينة من أسرى العملية في مقرّ قوات صلاح الدين، بإشرافٍ مباشرٍ من الحاج فايز جابر وحمدي مطر، وكان أبو جورج من ضمن القوات المُشرفة على عملية الاحتجاز. ويتحدّث أبو جورج عن الضغط الذي صاحب عملية الاحتجاز، حيث كانت قوات الجيش الأردني تقصف الوحدات والأشرفية، إذ بدأت أحداث أيلول الأسود خلال فترة احتجاز الرهائن في عملية قيعان خنا، وعلى الرغم من ذلك حافظ مقاتلو الجبهة على أسراهم، ولم يشتبكوا مع القوات الأردنية.

ومن ضمن الروايات التي يرويها أبو جورج عن تلك الفترة، أنّه وبعد علمه بأن مجموعةً من مقاتلي حركة فتح تخطّط لاستهداف مقرّ قوات البادية الأردنية الذي كان يقع في المنطقة الواصلة بين نهاية شارع بارطو ومخيم الوحدات، على الرغم من عدم اشتراك قوات البادية في هذا المقرّ بإطلاق النار على المخيم، فما كان من أبو جورج إلّا التوجه مباشرةً لقائد مليشيا فتح، الراحل محمد داوود عودة (أبو داوود) الذي كان متواجداً في جبل الأشرفية، وطلب منه إيقاف الهجوم. واقترح عليه بدلاً من ذلك، إرسال مجموعة من الكوادر النسائية المدرّبة من سيدات و(ختيارات) المخيم، ومعظمهنّ من صفوف الجبهة الشعبية، إلى مقرّ قوات البادية، وتحمل المجموعة المسخن والمفتول الفلسطيني للجنود الجياع في المقرّ كبادرة حسن نيّة. وهذا ما حدث فعلاً، وتوجّه بعدها عددٌ من قيادات الفدائيين، من ضمنهم أبو جورج، إلى مقرّ قوات البادية الأردنية، وتحدثوا لضباط المقرّ حول المؤامرة التي تستهدف الجيش والفدائيين من أطرافٍ خارجيةٍ، وتمّ الاتفاق بين الطرفين على عدم الاشتباك، وبالفعل لم تُطلَق طلقةٌ واحدةٌ من المقرّ تجاه المخيم بعد ذلك، بل إنّ أبو جورج نجح في إخراج المسؤول في قطاع الأرض المحتلة في الجبهة الشعبية، أبو الفدا جابر، من منزله مع كافة وثائقه المتعلّقة بالعمل الفدائي في الأرض المحتلة، على الرغم من أنّ منزله يقع خلف مقرّ قوات البادية، وعلى بعد خطواتٍ منه وفي مرمى أبراجه الحجرية التي لا تزال متنصبةً على مدخل مخيم الوحدات لغاية الآن.

في الصباح، ولدى قدوم جورج حبش، وسماعه رواية نايف حواتمة لما حصل في معسكر مكاور، جاء الرد من جورج حبش، بوجود الحاج عمر الطحلة كما يلي: “هدول جايين يقاتلوا عشان إبراهيم الخليل، مجاهدين على الطريقة القديمة، واللي بده يقاتل مشان المسيح حياه الله، واللي بده يقاتل عشان الإسلام حياه الله، إحنا بدنا مقاتلين وفدائية، مش ماركس ولينين، في جبهات القتال”.

وممّا يعضد هذه الرواية، التي تعطينا مؤشّراً على فكر الحكيم جورج حبش، واستراتيجية الجبهة الشعبية في استقطاب وتجنيد المناضلين، ما رواه المقاتل السابق في صفوف أبطال العودة، محمد بدوان الجعبري (أبو جهاد)، حينما بدأ العمل الفدائي المسلح في الخليل، مع الشهيد سعيد اسعيد أبو خوار السويركي (اسعيد)، حينما قال له: “إحنا هجرتنا لله ولرسوله”، وغيرها من الأحداث والروايات الشفوية التي تدلّل على واقع العمل الفدائي في الأردن، وفلسطين المحتلة خلال فترة 1967 – 1971، مُغاير للكثير ممّا ذهب إليه من كتب ونظّر وحلّل وانتقد للثورة الفلسطينية، والفصائل الفلسطينية في تلك الفترة.

نهاية التجربة واستمرار النضال

انتهت الجولة الأولى من أحداث أيلول الأسود في 29 أيلول بعد عقد اتفاق القاهرة بين منظمة التحرير الفلسطينية والنظام الأردني، برعايةٍ من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، ونصّت الاتفاقية على عددٍ من التفاهمات، من ضمنها خروج الفدائيين الفلسطينيين من قواعدهم داخل المدن إلى قواعدٍ متقدمة في أحراش جرش وعجلون، شمال الأردن، والأغوار الأردنية، مع بقاء عددٍ من المكاتب التنظيمية في عددٍ من المدن الأردنية. كما نصّ الاتفاق على خروج قوات الجيش الأردني من عمّان. ولضمان سريان الاتفاقية، تمّ تشكيل لجنة المتابعة العربية برئاسة السياسي التونسي الباهي الأدغم، كما تمّ تشكيل لجنة متابعةٍ عسكريةٍ ضمّت عدداً من الضباط المصريين والسودانيين. يروي الحاج أبو خليل تفاصيل تلك المرحلة؛ إذ تمّ تخييره بين الانتقال إلى معسكر للثورة الفلسطينية في دبين أو الانتقال إلى دمشق مع عددٍ من كوادر وقيادات وعناصر الثورة الفلسطينية، فاختار الانتقال إلى دمشق؛ إذ قرّر الذهاب ضمن قافلةٍ ضمّت عدداً من قيادات حركة فتح انطلقت من وسط مدينة عمّان، إلّا أنّ القافلة غادرت بدون أبو خليل واثنين من رفاقه، فتوجهوا إلى مخيم غزة، حيث انطلقوا منها بقافلةٍ أخرى نحو درعا. غادر عمّان إلى المجهول وإلى ساحة العمل التي لم يكُن يَخبرها كما خبر العمل في الساحة الأردنية.

في مكتب الجبهة الشعبية في درعا تمّ استقبال (أبو جورج) بحفاوةٍ، وتم تقديم العلاج اللازم له، إذ بقي في مقرّ قوات صلاح الدين طوال أحداث “أيلول الأسود”. وخلال خروجه لإحدى المهمّات الأمنيّة في شارع المستشفى الطلياني في عمّان، تعرض لإطلاق نارٍ مباشرٍ من رشّاش 500 من منطقة جبل عمّان من مفرزة الجيش الأردني المرابطة في محيط منطقة السفارة الأمريكية في الدوار الأول آنذاك.

خلال سهرةٍ معه في (حوش) منزله في تمّوز الماضي، كشف لي أبو خليل عن آثار إصابته التي ما زالت ظاهرة في قدمه.

انتقل أبو خليل بعد ذلك إلى مكتب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في (السبع بحرات) في دمشق، وأقام في فندقٍ في منطقة المرجة، كان فيه عددٌ من كوادر الجبهة من ضمنهم الشهيد الحاج فايز جابر، وحضر والد أبي خليل للفندق وأقام معه واطمأنّ عليه. وفي دمشق، استأنف الحاج عمر الطحلة عمله النضالي بنقل الفدائيين الفلسطينيين من مختلف التنظيمات من دمشق إلى بيروت؛ إذ كانت لديه بطاقة هوية من اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ما سهّل من عملية انتقاله عبر الحواجز ونقاط الحدود. وكانت السلطات اللبنانية في تلك الفترة تفرض قيوداً صارمةً على دخول الفلسطينيين من أصول أردنيةٍ إلى أراضيها، في محاولةٍ منها لمنع تحول لبنان إلى قاعدة ارتكاز للمقاومة الفلسطينية.

انتقل الحاج عمر الطحلة في نهايات العام 1970 إلى بيروت، حيث عمل ضمن فريق تأمين وحماية مقرّ مجلة الهدف في بيروت، والتقى هناك بالشهيد غسان كنفاني، والذي روى له تفاصيل زيارته المتكرّرة إلى عمّان، ومخيم الوحدات وقواعد الفدائيين قبل أحداث “أيلول الأسود”. وروى له الحاج عمر الطحلة عدداً من القصص التي وظفها الشهيد كنفاني في عددٍ من رواياته وقصصه القصيرة، وفي مقرّ الهدف التقى الحاج أبو خليل بالشهيد وديع حداد، وأقام في مخيم شاتيلا في تلك المرحلة، ومن شاتيلا بدأت نهاية حكاية أبو خليل مع العمل التنظيمي، إذ تواصل أحمد يونس مع أبي جورج من أجل تكليفه ببعض المهمات الأمنيّة في الساحة اللبنانية. وبحسب ما يرويه الحاج عمر الطحلة، فإنّه لم يكُن مرتاحاً للوضع وطبيعة المهام هناك، فتواصل مع الشهيد مصطفى الزبري (أبو على مصطفى) وطلب العودة إلى عمان، فوافق على ذلك وتفهّم تحفّظاته.

عاد أبو جورج إلى الأردن، ورجع إلى حياته الطبيعية إلّا أنّه واصل عمله السرّي مع الجبهة الشعبية،  إذ كان الوجود الفعلي للمقاومة الفلسطينية لا يزال قائماً. وبعد أحداث جرش وعجلون، التي تمثلت بحملةٍ عسكريةٍ أمنيةٍ قام بها النظام الأردني في تموز 1971، وأدّت إلى تصفية الوجود العلني للمقاومة الفلسطينية في الأردن بشكلٍ تامّ، غادر الحاج عمر الطحلة الأردن نحو ساحل العاج في رحلة عملٍ استغلّها للتواري عن أعين الأجهزة الأمنية الأردنية. وبعد أن مكث عدّة أشهرٍ فيها، عاد أبو خليل إلى الأردن، وتمّ احتجاز جواز سفره من قبل المخابرات الأردنية وتعرّض للتحقيق المستمرّ لمدة 140 يوماً.

وعموماً، شهدت الفترة بين عامي 1971 و1973، تطبيق سياسة ملاحقةِ أمنيّةٍ لكافة من بقي من عناصر المقاومة الفلسطينية في الأردن، إذ تمّ حجز جوازات البعض، واعتقال آخرين في سجون النظام الأردني كسجن الجفر، ومقرّ المخابرات في العبدلي. وبعد عودة الاتصالات بين منظمة التحرير الفلسطينية والدولة الأردنية قبيل حرب عام 1973، تمّ إصدار عفو عام تم الإفراج بموجبه عن معظم الفدائيين المعتقلين في السجون الأردنية؛ باستثناء المحكومين بالإعدام والمؤبّدات منهم.

بالنسبة لأبي خليل، فإنّه قام بتجميد نشاطه التنظيمي قبيل عودته إلى عمّان بتنسيقٍ مع الشهيدين أبو علي مصطفى والحاج فايز جابر. وبالعودة إلى أسباب ذلك، فمن خلال عدّة مقابلات مع عددٍ من مقاتلي الجبهة الشعبية الذين تواجدوا في الأردن قبل أحداث “أيلول الأسود”، فإنّ الاختلاف الكبير في البيئة وطبيعة العمل، وكمية العمليّات التي استهدفت عمق العدوّ الصهيونيّ في الأرض المحتلة، هي الأسباب الحقيقيّة وراء عودتهم إلى الأردن، على الرغم ممّا حمله ذلك من خطورةٍ عليهم.

وعلى الرغم من الانقطاع التنظيمي إلا أنّ أبو خليل بقي محافظاً على (الخطّ) كما يصفه، وبقيت صداقته مع رفاق السلاح قائمةً. وكاستمرارٍ في مسيرة النضال والعمل لفلسطين، شارك الحاج عمر الطحلة في حملة شريان الحياة، ضمن قافلة أنصار 1، التي أطلقتها النقابات المهنية والقوى الوطنية والإسلامية في الأردن، لتقديم الدعم لأهل قطاع غزة في العام في 24 تشرين أول 2010، وقافلة أنصار 2 في 17 مايو 2012، وهناك التقى بأبناء عمه من آل الطحلة المقيمين في غزة. ومن الطُرَف التي يذكرها أنّه أخبر خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس بأنّه يريد تأسيس الجناح اليساري في حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

خاتمة

شكّلت تجربة الحاج عمر الطحلة (أبو خليل)، أو (أبو جورج المسلم) خلاصة تجربةٍ حيّةٍ، عاصرت مراحل التشكّل الأولى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الأردن، والتي دُفِن الكثير من تفاصيلها تحت ركام أحداث أيلول الأسود، وغطّتها الانقسامات التي صاحبت تجربة حركة القوميين العرب ومكنون التجارب الشخصية لأبطال تلك الأحداث، التي قدّ تحجبها قيود ومحدّدات البحث الأكاديمي، ولكن ممّا لا شك فيه أنّ جزءاً كبيراً من تاريخنا النضالي كفلسطينيين لا يزال موجوداً ينتظرنا باحثين محاربين، قارعين لجدران الخزان، في مدن وقرى ومخيّمات الأردن، توأم فلسطين جغرافيّاً وتاريخيّاً.

الهوامش:

[1] صالح مسعود بويصير، أو أبو بصير، هو كاتب ومؤرّخ ليبيّ، كان وزيراً للخارجية في ليبيا ومن أعضاء المجلس الاتحادي لدول مصر وليبية وسورية، واستُشهد بعد اعتراض وإسقاط مقاتلاتٍ صهيونيّة لطائرةٍ ليبيّة في عام 1973، كان من بين ركّابها. ويروي أبو خليل في شهادته مشاركة بويصير في معارك النكبة ضمن المتطوّعين الليبيّين الذين شاركوا في الدفاع عن مدن اللد والرملة ويافا خلال حرب 1948، وهي شهادة تصدقها رواية فوز الدين البسومي.

المراجع

[1] مقابلة شفوية مع الحاج عمر داوود الطحلة – من مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، 15 تموز 2020.
[2] مقابلة مع محمد بدوان الجعبري – من المقاتلين السابقين في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، 4 كانون ثاني 2019.
[3] السلسلة الوثائقية (حكاية ثورة) – حلقة هانوي العرب، من إخراج عمر العيساوي.
[4] خالد رمضان، مذكرات ابن البلد (حمدي مطر) – موقع فلسطين في الذاكرة، 3/3/2008.
[5] مؤسسة الدراسات الفلسطينية، ملفات خاصة، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
[6] الموقع الإلكتروني للوثائق التاريخية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
[7] أرشيف صحيفة فتح – الصادرة عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بين عامي 1970 و1971.
[8] أرشيف مجلة الهدف بين عامي 1970 و1971.