فاز الضعفاء في هذه الحرب لأسباب متعددة، بعضها تاريخي، وبعضها متعلق بطبيعة القادة المعنيين، وبعضها متجسد في التكتيكات والاستراتيجيات المتبعة من قبل الطرفين، ولكن في نهاية المطاف ما ثبت حاسماً هو القدرة المهولة على التحمل عند شعب فيتنام من ناحية الخسائر البشرية الهائلة، والمراهنة على عدم قدرة الجيش الأمريكي على تحمل نفس العبء.

مقدمة

من غير المستغرب أن تكون حرب فيتنام هي الأكثر دراسة في تاريخ الحروب الحديثة؛ إذ إنّ الأدبيات الهائلة التي تناولت الحرب ترتبط بشكل مباشر بالفشل الذريع الذي منيت به الولايات المتحدة الأمريكية، ومن قبلها فرنسا، في تحقيق الأهداف السياسية المنشودة من الحرب. وفي الجهة المقابلة، شكّلت هذه الحرب نموذجاً حياً لثوار جنوب العالم من جميع التيارات السياسية والأيديولوجية، ودرساً ناجعاً لخصمٍ  ضعيفٍ   يواجه جبروت إمبراطورية عظمى ويخرج منتصراً.

استمرت الحرب على مدى أكثر من عشرة آلاف يوم، نالت فيتنام بعدها حريتها من الاستعمار الفرنسي، وأعادت توحيد طرفيها في دولة واحدة، مُسقِطَةً بذلك المشروع الأمريكي؛ الذي هدف إلى الإبقاء على فيتنام الجنوبية دولة تابعة وقابلة للحياة في قلب الهند الصينية.[1]  وقد أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من ثمانية وخمسين ألف جندي أمريكي وما بين ثلاثة إلى أربعة ملايين فيتنامي.[2]

وكان للتجربة الأمريكية في فيتنام أثرٌ  عميقٌ  على النهج الأمريكي في الحرب، وعلى ثقة النفس الأمريكية في فعاليتها وقدرتها على استخدام قوتها العسكرية لتحقيق أهداف سياسية وفرض نتائج سياسية تناسبها. كما أصبحت التجربة الأمريكية في فيتنام متلازمة نفسية (Vietnam Syndrome)، ما تزال حتى اليوم تؤرق صانع القرار الأمريكي، وتؤثر في منحى القرارات المتعلقة بدخول حروب جديدة أو الامتناع عنها.

تعددت النظريات التي تناولت أسباب الفشل الأمريكي في فيتنام وعجز الولايات المتحدة عن تحقيق أهدافها السياسية المنشودة من احتواء الشيوعية في جنوب شرق آسيا (الهند الصينية). تختلف  تلك النظريات من حيث نوع العوامل التي يتم تناولها باعتبارها أسباباً للفشل الأمريكي، إذ تفيد بعضها بأن الحرب كانت “خاسرة” منذ البداية، مرتكزةً أساساً على ضعف فيتنام الجنوبية اجتماعياً وسياسياً وعدم قدرة النخبة الحاكمة هناك على إرساء ميثاق اجتماعي فعّال، فيما تتناول نظريات أخرى القصور الجيوستراتيجي والبيروقراطي والتكتيكي لدى القوات الأميركية، ما قوّض الحرب من بدايتها وجعل منها معركة أمريكية خاسرة.

هناك رأي ثانٍ له نفس القدر من الأهمية يُحمِّل التدرج الأمريكي، والارتباك الاستراتيجي، والاستخدام غير الفعال للقوات الجوية جنباً إلى جنب مع أوجه القصور التكتيكية والعملياتية كسبب رئيسي للفشل. بل ترى تلك النظريات أن نتائج الحرب هي محصلة أخطاء بشرية ارتكبتها قيادة مدنية وجيش مطيع يفتقر إلى الأدوات اللازمة لخوض حرب أرضية وجوية في أدغال الهند الصينية.

ويحيل آخرون أسباب الفشل لنظرية الطعن في الظهر[3]، من خلال تسليط الضوء على الرفض الاجتماعي والإعلامي الذي رافق الحرب في الولايات المتحدة الأمريكية. من الواضح أن هذه الحجج ليست بعيدة عن السياق السياسي الذي تشكلت فيه؛ أي أن تفسيرات فشل الحرب تنبع بالضرورة من صراعات سياسية وبيروقراطية تُجيّر أسباب الهزيمة بما يخدم مصالحها البيروقراطية والسياسية في  داخل أركان السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية.[4]

يتناول هذا المقال الأسباب العديدة لانتصار فيتنام على الولايات المتحدة الأمريكية. وينقسم المقال إلى جزأين، يشرح الجزء الأول عوامل بداية التدخل الأمريكي وطبيعته، موضحاً أن الحرب كانت حرباً وجودية وتحررية بالنسبة للفيتناميين. بينما كانت بالنسبة للولايات المتحدة حرباً لإرساء قواعد نفوذ في منطقة هامشية، ضمن استراتيجية أكبر لاحتواء نفوذ الاتحاد السوفييتي. أما في الجزء الثاني، فسنفكك  مضامين الارتباك الاستراتيجي والعملياتي والتكتيكي الذي طغى على الوجود الأمريكي في فيتنام، ومقاربتها باستراتيجية سياسية وعسكرية فيتنامية مدروسة ومخططة جيداً؛ أي الاستراتيجية وعلاقتها بالأهداف السياسية.

وأخيراً، يخلص المقال إلى أن السبب الرئيسي لفشل الولايات المتحدة في فيتنام يكمن في عدم التماثل بين “الإرادة والصبر والقدرة على التحمل” لدى  الطرفين الرئيسيين في الحرب، الولايات المتحدة وفيتنام (جبهة التحرير الفيتنامية وشمال فيتنام)، عدا عن الضعف الاجتماعي والسياسي المتأصل في فيتنام الجنوبية كدولة قابلة للحياة.

مسوغات التدخل الأمريكي في فيتنام

جاء العدوان الأميركي على  فيتنام نتيجة عوامل تاريخية مختلفة حددت طبيعة الموقف والدور الأمريكي في ظل حرب باردة وضعت الولايات المتحدة وحلفاءها في مواجهة الاتحاد السوفيتي والصين. كان الصراع الأيديولوجي والجيوسياسي ما بين القطبين محورياً في جرّ الولايات المتحدة إلى التدخل في سياق الحرب القائمة في فيتنام، كما يذكر لوجيفال بوضوح، “إذا كان توجه هوشي منه (Ho Chi Minh) الشيوعي مهماً لدى أي عاصمة عالمية كبرى في تلك الفترة فكان في واشنطن”[5]. فاقم ذلك من أفكار على شاكلة نظرية أحجار الدينامو والتي رأت في انتشار الشيوعية في فيتنام منطلقاً لانتشارها في دول أخرى.

كما تأثر صناع القرار الأمريكيون بشكل كبير بالمناخ السياسي المحلي بعد الحرب العالمية الثانية، وهو مناخ معادٍ للشيوعية تجسد بانتشار المكارثية (McCarthyism)[6] ونقاشات محتدمة حول “خسارة الصين” للشيوعية، ونتائج الحرب الكورية التي أفضت إلى تعادل سياسي وجغرافي ما بين الولايات المتحدة من جهة والصين والاتحاد السوفيتي من جهة أخرى. ساهمت مجموع هذه العوامل بشكل كبير في دفع الولايات المتحدة نحو التدخل في فيتنام ومحاولة إنقاذ فيتنام الجنوبية من جبهة التحرير الفيتنامية.

تدخلت الولايات المتحدة في فيتنام على أسس غامضة ومتخلخلة وسوء قراءة لمقومات جبهة التحرير الفيتنامية الملتزمة بإعادة توحيد فيتنام. علاوة على ذلك، اتسم التدخل الأمريكي في فيتنام بجهلٍ عميقٍ للقوى الاجتماعية والثقافية في فيتنام، وأهمها قوة القومية الفيتنامية وتاريخها الطويل في مناهضة أشكال متعددة من الغزاة – الصين مثلاً – والمتأصلة بعمق في التاريخ الفيتنامي.

وصل سوء القراءة ذلك حد تجاهل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أدّت إلى صعود جبهة التحرير الفيتنامية في الجنوب، وتمردها على الدولة والدعم الذي حظيت به من شخصية مؤثرة وجوهرية في المخيال الفيتنامي الحديث، ألا وهو هوشي منه (Ho Chi Minh)؛ حيث أصرت الولايات المتحدة على اعتبار الحرب مؤامرة دولية كبرى يديرها الكرملين في روسيا.

كان العالم وفقاً لصناع القرار الأمريكي في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين منقسماً ما بين خير وشر، وطغت على التفكير عند صناع القرار معادلة صفرية؛ حيث يعتبر أي تقدم للشيوعية هو خسارة للأمريكي والعكس الصحيح.[7] وقد دفع القلق حول فقدان “المصداقية” أمام حلفاء الولايات المتحدة  والتأثير المحتمل “لسقوط” فيتنام بأيدي الشيوعية على دول أخرى، وتداعياته على الساحة العالمية وصناع القرار الأمريكي للتدخل مباشرة في الحرب[8]. علاوة على ذلك، شكّلت مجموعة من التصورات الأمريكية حول المجتمع الفيتنامي “البدائي” وعدم قابلية صموده في مواجهة الماكينة العسكرية الأمريكية عاملاً رافداً آخر لدخول أمريكا الحرب.

بينما أدّت عوامل أخرى لتحجيم المشاركة الأمريكية، كان أهمها: الخوف من توجيه قوات كبيرة إلى فيتنام على حساب ميادين المنافسة السياسية  الأكثر أهمية في أوروبا وشرق آسيا، والتوجس من احتمال اتساع الحرب من خلال دخول الصين والاتحاد السوفيتي إلى جانب جبهة التحرير وفيتنام الشمالية. وقد كانت تلك التصورات مستمدة من التجربة الكورية أساساً ومن تطورها إلى حرب شاركت فيها كل من الصين والاتحاد السوفيتي. وقد أدّت هذه العوامل إلى تدخل أمريكي يعاني من الارتباك الاستراتيجي، لذا كان الخيار الأمريكي هو الدخول في الحرب من خلال تبني استراتيجية تدريجية تصاعدية وحذرة.[9]

التناقضات السياسية والاختلال الاستراتيجي

ومن أجل حلّ التناقض بين الرغبة الأمريكية في التوصل إلى أهدافها السياسية في فيتنام والمتمثلة ببقاء جنوب فيتنام دولة تابعة، واستخدام حرب محدودة مع قيود سياسية ثقيلة خوفاً من تصعيد شامل، اعتمد الأميركيون على قوة النيران أساساً. وكما يذكر هيرنغ بوضوح، “لم تضع الولايات المتحدة أبداً استراتيجية ملائمة للحرب التي كانت تقاتلها، وذلك جزئياً لأنها افترضت أن مجرد توظيف قوتها العسكرية سيكون كافياً”[10]. في الواقع، فإن الجدل ما زال قائماً حول طبيعة الحرب التي خاضتها أمريكا في فيتنام. هل كانت الولايات المتحدة تخوض حرباً تقليدية تستدعي استخدام مواردها العسكرية بكافة طاقتها، أم أنها كانت تخوض حرب عصابات غير تقليدية تستلزم استراتيجية تُبنى على أسس مكافحة التمرد؟ ما هو مؤكد هو أن الحرب لا يمكن تصنيفها بدقة، إذ استخدمت جبهة التحرير الوطني وشمال فيتنام كلا التكتيكين، حرب عصابات وحرباً تقليدية، في مختلف مراحل الحرب جنباً إلى جنب مع سياسة دبلوماسية ناضجة استغلت فيها التناقضات ما بين القوى الغربية، والاضطرابات الاجتماعية الداخلية في أمريكا والغرب عموماً لصالحها.[11]

استقرّت الاستراتيجية العسكرية الأمريكية على أساسين: استخدام القوات البرية في عمليات “البحث والتدمير”، والاعتماد على القوة الجوية في قطع الإمدادات ما بين الشمال والجنوب، بينما تقوم الأخيرة بقصف تدريجي وممنهج لفيتنام الشمالية على أمل أن القصف الثقيل والتدريجي سيحدث تغييراً في الحسابات السياسية لدى القيادة الثورية الفيتنامية. ووظفت القوة الجوية أيضاً في محاولات قطع طرق الإمداد، أهمها طريق هو شي منه (Ho Chi Minh) والذي عمّد بدماء الآلاف من الفيتناميين.

على الرغم من محاولات الولايات المتحدة الدؤوبة لتغيير مسار المعركة، إلا أن تفوقها في النيران والتكنولوجيا لم يحقق لها سوى الجمود على أرض المعركة، والذي بدوره لم يدم طويلاً؛ فطرق الإمداد بقيت تعمل، بل تزايدت نسب تهريب المقاتلين من الشمال إلى الجنوب،[12] بالإضافة للإمدادات العسكرية وغيرها من لوجستيات ذات أهمية على أرض المعركة في الجنوب.

حاولت الولايات المتحدة تغيير استراتيجيتها تحت شعار “فتنمة” (Vitenamization)، وهي استراتيجية ارتكزت على تدريب وتمكين القوات العسكرية الفيتنامية في الجنوب وإحالة أعباء المعركة لتلك القوات.[13] وقد عملت أيضاً على تكثيف حملاتها الجوية فوق فيتنام الشمالية باستهداف أوسع للبنى التحتية المدنية والعسكرية وبوتيرة أعلى. وقد أدت مجموعة الأحداث المتتابعة إلى إقناع القيادة العسكرية والسياسية الأمريكية بضرورة الانسحاب من فيتنام، كان أهمها هجوم تيت والذي رغماً عن فشله في تحرير مدن جنوبية هامة، إلا أنه أحدث صدمة نفسية لم تتعافَ الولايات المتحدة منها.

في حين عانت الولايات المتحدة من الارتباك الاستراتيجي والتكتيكي في خوض المعركة في فيتنام منذ بدايات دخولها الوحل الفيتنامي، وبالرغم من تفاوت القوى الهائل ما بين الفيتناميين والأمريكيين، إلا أن الاستراتيجية المتبعة من قبل الفيتناميين كانت ببساطتها فتاكة؛ استندت الاستراتيجية الفيتنامية إلى تحييد مكامن القوى الأمريكية بما في ذلك القوة الجوية من خلال بناء شبكة معقدة من الأنفاق، والمخابئ، واستخدام المتفجرات محلية الصنع، واستثمار كبير في صيانة وتطوير درب هوشي منه.

باختصار، نجحت جبهة التحرير الفيتنامية في تحويل الجغرافيا والطوبوغرافيا إلى أدوات قوية في حربها مع الولايات المتحدة وجنوب فيتنام. علاوة على ذلك، خاض الفيتناميون حرباً نفسية موجهة ومؤثرة استهدفت الروح المعنوية لدى الأمريكي ورغبة الأخير في مواصلة حرب مكلفة. وعملت أيضاً على ترسيخ وتقوية جبهتها الداخلية من خلال إجلاء السكان المدنيين من المراكز الحضرية الكبرى من بين أدوات هامة أخرى. ولذلك ليس من المستغرب أن نعرف أن ثمانية وثمانين بالمئة من جميع الاشتباكات ما بين جيش التحرير الوطني والقوات الأمريكية بدأت بمبادرة من قبل جيش التحرير الوطني.[14]

مع كل جندي أمريكي عائد في نعش، تقلصت الرغبة الأمريكية في مواصلة الحرب في فيتنام. وكانت المعارضة المحلية الأميركية آخذة في الارتفاع، وكانت الأصوات المتصاعدة من المتظاهرين في أمريكا وترابط تلك التظاهرات مع الحركات الاجتماعية والحقوقية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي أمراً محورياً أيضاً في سقوط المشروع الأمريكي في فيتنام.

فاز الضعفاء في هذه الحرب لأسباب متعددة، بعضها تاريخي، وبعضها متعلق بطبيعة القادة المعنيين، وبعضها متجسد في التكتيكات والاستراتيجيات المتبعة من قبل الطرفين، ولكن في نهاية المطاف ما ثبت حاسماً هو القدرة المهولة على التحمل عند شعب فيتنام من ناحية الخسائر البشرية الهائلة، والمراهنة على عدم قدرة الجيش الأمريكي على تحمل نفس العبء.[15]

ماذا تبقى لنا من حرب فيتنام؟

بعد واحد وأربعين عاماً على حرب فيتنام، وقف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بجانب تمثال للقائد الثوري هو تشي منه وأعلن فتح ترسانة الولايات المتحدة الأمريكية من الأسلحة لحليفها الجديد والصاعد في الهند الصينية. أن يقف رئيس أمريكا بجانب هو تشي منه يدل على أن أعداء الماضي أضحوا أصدقاء اليوم، وأن المعادلة الجيوستراتيجية في بحر الصين الجنوبي فرضت نفسها على فرقاء الأمس، المتوافقين على احتواء نفوذ الصين المتصاعد. بل يشكل رفع الحظر عن توريد الأسلحة الأمريكية نقلة نوعية في العلاقات الفيتنامية-الأمريكية يضعها في مسار جديد مختلف ومنقطع عن الملحمة العسكرية التي وضعت البلدين أمام مواجهة عسكرية وسياسية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.

يفرض هذا الانقطاع عن الماضي سؤالاً مهماً، ماذا يبقى لنا من حرب فيتنام وتجربتها الثورية؟ كيف لنا أن نموضع انتهاء حالة العداء السياسي ما بين الولايات المتحدة وفيتنام والتقائهما في محاولة احتواء القوة الصينية أمام التطلعات الثورية الأممية التي رافقت حركات التحرر في العالم الثالث؟ لربما ما تبقى هو حرب الإرادة، الملحمة السياسية والعسكرية التي جسدها شعب فيتنام أمام أكبر ترسانة عسكرية في تاريخ الأمم، مضحياً بأكثر من ثلاثة ملايين فيتنامي في سبيل الحفاظ على فيتنام موحدة ذات سيادة على كامل ترابها.

لربما ما تبقى من حرب فيتنام هو الدرس القاسي في التعامل مع العملاء، وفي عدم التراخي مع القريب (بني الجلدة)، قبل الغريب. ولربما الأهم من ذلك كله أن فيتنام شكلت نموذجاً في العمل السياسي والعسكري المترابط والمتسق مع الطبيعة الثقافية للمجتمع الفيتنامي، والتي ما زالت تشكل اليوم رؤية واقعية وإمكانية الانتصار في الحروب اللامتكافئة في مواجهة أعتى القوى السياسية العالمية والامبريالية. بمعنى آخر، تبقى هي النموذج.

 

****

الهوامش:
[1] Robert S. McNamara, In Retrospect: The Tragedy and Lessons of Vietnam (New York: Times Books, 1995), p 190
[2]أدت الحرب إلى مقتل أكثر من ٥٨ ألف جندي امريكي، بينما سقط في الحرب من ٣ الى ٤ مليون فيتنامي. انظر:Herring, George (2013). America’s Longest War: The United States and Vietnam, 1950-1975 (Page xiii). McGraw-Hill Education.
[3] نظرية الطعن في ظهر تضع مسؤولية خسارة فيتنام للمعارضة الداخلية الأمريكية خاصة خصوصا من قبل النشطاء المناهضين للحرب ولصانعي القرار الأمريكي المتأثرين لهذه الضغوط المحلية.
[4]McMahon, Robert J. (2002) ‘Contested Memory: The Vietnam War and American Society, 1975–2001’, Diplomatic History, Vol. 26, No. 2, pp. 159–84.
[5] Leffler, Melvyn, and Westad, Odd Arne, eds. (2010) The Cambridge History of the Cold War, Volume 2: Crisis and Détente (Cambridge: Cambridge University Press) p. 282.
[6] المكارثية: سلوك سياسي ينسب لسيناتور الأمريكي جوزيف مكارثي والذي يشير إلى القيام بتخوين الأفراد والمؤسسات دون امتلاك أدلة واضحة على الخيانة المزعومة.
[7] Herring, George (2013). America’s Longest War: The United States and Vietnam, 1950-1975 (Page xiii). McGraw-Hill Education. p. 21.
[8] Gilbert, Marc. (ed.) (2002). Why the North Won the Vietnam War. Palgrave, p. 77.
[9] Summers, Harry G. (1982), On Strategy: A Critical Analysis of the Vietnam War (Novato, CA: Presidio Press).
[10] Herring, George (2013). America’s Longest War: The United States and Vietnam, 1950-1975 (Page 177). McGraw-Hill Education
[11] Duiker, Birgham and Herring in Gilbert, Marc. (ed.) (2002). “Why the North Won the Vietnam War”. Palgrave.
[12] غير أن التقديرات الأمريكية الرسمية اعترفت بأن التسلل زاد من نحو 35 ألف جندي في عام 1965 إلى ما يصل إلى 90 ألف جندي في عام 1967، بالرغم من تزايد القصف الأمريكي التدريجي.
[13] Gartner, Scott. (Autumn, 1998). Differing Evaluations o Vietnamization. The Journal for Interdisciplinary History, Vol. 29, No.2, pp.243-262.
[14]  Krepinevich Jr., Andrew (1988). “The Army and Vietnam”.  The Johns Hopkins University Press. p. 188
[15] Culbert, David (Jul-1998). “Televisions Visual Impact on Decision-Making in the USA, 1968. The Tet offensive and the Chicago’s Democratic National Convention.” Journal of` Contemporay History, Vol 33, No.3, pp. 419-449.