يقدّم لنا علي حبيب الله مشهداً من مشاهد التاريخ الاجتماعيّ لمدينة الرملة، عنوانُه موسم النبي صالح والبيارق التي تعلو في الجمعة الحامية، قبل أن تقطعه زمنيّة النكبة، ويغمر الحزن المقام بلا زفّةٍ أو جمعةٍ حاميةٍ.

ظَلّ يُطلق الرمالوة اسم مدينتهم رَملة على بعض مولوداتهم من البنات إلى ما بعد النكبة، لأنّ مُسمى المدينة يعود بأصله إلى اسم بنتهم “رَملة”؛ تلك الفتاة البدويّة التي يُقال إنّ الخليفة الأمويّ سليمان بن عبد الملك التقى بها عند موقع المدينة قبل تعميرها، أسقته الماء وتوسّلت له السماء. أُعجب ابن عبد الملك في حينه بالفتاة، وأقام مدينته حيث التقى بها، وسمّاها باسمها رَملة. [1]

بقي ينحاز أهل الرملة إلى هذه الرواية عن أصل تسمية مدينتهم، رغم معرفتهم بروايةٍ أخرى، يغلبُ فيها منطق التسمية على الأولى، حيث الرملة “لكثرة كثبانها وتربة أرضها الرمليّة” [2].. على أيّ حالٍ، سواءً كانت الرملة نسبةً لفتاتها أو رمالها، فهي في كلا الحالين ظلّت الرملة البيضاء، وفيها الجامع الأبيض.

وإنْ كان الجامع العمري-الكبير هو أكبر جوامع الرملة في تاريخ المدينة الحديث، إلا أنّ الجامع الأبيض ظلّ الأعتق والأعرق فيها، فهو نقطة ارتكاز الرملة منذ بنائها إلى حدٍّ انبثقتْ فيه المدينه عنه، لا العكس. دُمر الجامع الأبيض ورُمِّم غيرَ مرّةٍ عبر التاريخ، غير أن مئذنته ظلّت تفوقه شهرةً. يُقال لها “مئذنة النبي صالح”، لأنّ تحتها مغارةً يُعتقد أنّ النبي صالح مدفونٌ فيها. [3]

كما وأُطلق عليها اسم “المنارة البيضاء” نسبةً لجامعها الأبيض في الرملة البيضاء. وعُرفت المئذنة كذلك بـ”برج الرملة”، وقد اتّخذها نابليون، أثناء احتلاله فلسطين في حملته سنة ١٧٩٨م ونزوله الرملة، برجاً حربيّاً لمراقبة وكشف البحر منها. [4] ومن أسماء المئذنة أيضاً “برج الأربعين شهيداً” لاعتقادٍ بأنّها قُبّةٌ مدفونٌ تحتها أربعون شهيداً من الصحابة. [5]

كان الخليفة الأمويّ هشام بن عبد الملك أوّلَ من عمّر المئذنة أو المنارة. هُدمت المنارة ثم جدّدها السلطانُ صلاح الدين الأيوبي، وأعاد ترميمها بعد تهديمها ثانيةً الظاهر بيبرس، ثمّ دُمرتْ إلى أن أعاد بناءها بالشكل الذي ظلّت عليه في التاريخ الحديث السلطانُ المملوكيّ محمد ناصر بن قلاوون سنة 718 هـ/ ١٣١٨م. [6]

كانت المئذنة البيضاء من أهمّ وأجمل معالم فلسطين المعمارية وأكثرها ترميزاً لها، مثل قبة الصخرة وغيرها؛ إذ طُبع رسم المئذنة قبل النكبة شعاراً على العملة الفلسطينيّة الورقيّة من فئة الخمسة جنيهات. [7] أمّا عن مقام النبي صالح فيها، فعنده عرفتْ الرملة وكلّ مدن وأرياف السهل الساحليّ حولها، أكبرَ موسمٍ للتجمهر والاحتشاد… هو موسم النبي صالح.

في المواسم ومنشئها

النبي صالح وموسى وأيوب وكذلك روبين، كلهم أنبياء ارتبطتْ أسماؤهم بأكبر مواسم عرفتها فلسطين منذ القرن الرابع عشر الميلادي. فبينما حلّ موسم النبي موسى في القدس، واحتضنتْ الرملة موسم صالح، كان موسم النبي روبين إلى جنوب يافا، وموسم أربعة أيوب في عسقلان عند قرية المجدل، كما احتفل كلٌّ من أهالي غزة وبئر السبع بموسم المِنطار.

لم يُنشئ صلاح الدين الأيوبي هذه المواسم كما ظنّ البعض، [8] إنما أسّس الرباطات البحريّة على ساحل فلسطين، والتي أُقيم منها على مقامات شهداء جاهدوا في الحروب ضدّ الصليبيين. [9] بينما المواسم كزياراتٍ جماعيّةٍ موسميّةٍ لقبور الأنبياء ومقامات الأولياء وأضرحة الشهداء كذلك، ابتكرها المماليك في خضمّ  صراعهم مع الصليبيين في المشرق. [10]

ارتبطتْ هذه المواسم، ومنها النبي صالح، بأغراضٍ عسكريّة وسياسيّةٍ، ثم اجتماعيّةٍ أراد منها السلاطين المماليك تحشيد المجتمع العربي-الإسلامي في فلسطين، وتعبئته للتجمهر في مواجهة قوافل حجيج الصليبيين القادمين في أعيادهم الدينيّة إلى فلسطين من أوروبا عبر البحر. ومن هنا، كانت أغلب مواقع مواسم فلسطين في المناطق الساحلية على أبواب البحر، كما تزامنتْ مواعيدها مع مواعيد أعياد المسيحيين.

الزفّة أو الجمعة الحامية

كان يستعد الرمالوة، على مدار كامل الأسبوع الأخير من شهر نيسان، تحضيراً لجمعتهم الحامية، فالرملة هي المدينة المضيفة لزوّار الموسم، الذي كان ليومٍ واحدٍ يُوافق يوم الجمعة الذي كان يلي عيد الفصح عند المسيحيين الأورثوذكس؛ أي بعد عودة الاحتفال بموسم النبي موسى بأسبوعٍ. [11] سمّاه أهل الرملة يوم الجمعة الحامية، لأنّه الأحمى من أيام الموسم؛ إذ تجتمع من أجله كلُّ حمى ديار الرملة مع مدن وأرياف السهل الساحلي الأوسط في تجمهرٍ ظلّت فيه حَمية الشباب تدبّ في عروقهم دماً على جباههم المتعرّقة، إلى أنْ يجفّفها وصولُهم عتبةَ المقام.

في اللد المدينة التوأم لمدينة الرملة منها شمالاً، يُسمّي أهلها الموسم بـ”زفة النبي صالح”، نظراً لشهوده زفّةَ البيرق إلى المقام. فلكلّ مدينةٍ رايتُها أو بيرقها الذي يعرّف بها، واللد لها بيرقها، وكذلك كلٌّ من يافا والقدس، بل حملتْ بعض قرى قضاء اللد بيارقَ خاصّةً بها.

كانت تنطلق زفّة بيرق اللد في مدينتهم من عند مقام المقداد بن الأسود، [12] ترافقه صيحاتُ شوباش اللدادوة مطلعه: وإحنا اللدادوة وهلّينا….. وع النبي صالح صلّينا….، [13] لتمضي زفّة البيرق نحو طريق بئر الزيبق جنوباً عند سكة البابور (القطار) باتجاه الرملة. بينما بيرق مدينة يافا مع أهله، قادمٌ من غَربةَ، تلوحهُ ريحُ البحرِ، إلى أن يصل عند سَكنة فانوس المدخل الغربيّ لمدينة الرملة. ومن عند كرم الست، شرقي الرملة، كان يفدُ أهالي القدس ببيرقهم، استعداداً لدخول المدينة، قبل أن تبدأ صلاة الجمعة فيها.

كلّ فلّاحي قُرى يافا والرملة واللد والقدس كذلك، منذ طلعة شمس يوم الجمعة، كانوا يقومون للمقام، ويكتفي الفلاحون بالقول: “عالنبي صالح”، في إشارةٍ ليوم الزيارة، وكلّ قريةٍ تتبع لبيرق المدينة التابعة لها. على مداخل الرملة وعند المفارق، كانت تلتقي الرايات والبيارق، لتؤمَ الرملة مدينة المقام.

في مدينة الموسم

تدخل مواكب بيارق المدن والقرى الرملةَ من أبوابها من الجهات الأربعة. بينما يكون الرمالوة قد أنهوا صلاة ظُهر الجمعة، فيتدفق كلّ أهالي المدينة إلى مقام أبو يزيد البسطامي المجاور لبيت يعقوب من آل الغُصين، حيث أودعَ  الرمالوة بيرق مدينتهم فيه. [14] من حي المقلبيّن وحارة المفتي في شرقي المدينة، كان يفدّ كل أبناء الخيّري من أحفاد المفتي خير الدين الرملي. [15] بينما من شمال المدينة يندفع أهل حارة السرايا، ليلتقوا بأهالي حي المَحص الواقع من غربها. تزامناً مع ذلك، يكون كلٌّ من أهالي حارات النصارى والجميزة والجمل قد سبقوا، لأنّها أحياء وسط المدينة الأقرب لمقام أبي يزيد.

تنطلق زفّة بيرق الرملة بعد إخراج البيرق من دار الغُصين يحملهُ أحدُ مشايخ زوايا متصوّفة المدينة، ومن هناك إلى الجامع العمري- الكبير، [16] حيث يلتقي أهل المدينة بضيوفها وزوّارها للنبي صالح، في احتشادٍ مَهيبٍ ترتصُ فيه الناس على الناس مثل يوم الحشر، وبموكبٍ واحدٍ موحّدٍ، استعداداً لزفّ البيارق إلى مقام نبيّها صالح.

ما إنْ يُنهي الخطباء المرحّبون والسياسيّون وشعراء القضاء  كلماتهِم وقصائدهم الثوريّة الحماسيّة، وذلك في سنين الانتداب البريطاني على البلاد – حتى يبدأ موكب زفة البيارق بالزحف، تاركاً الجامعَ العمري الكبير، إلى حيث قبر النبي عند الجامع الأبيض.

كانت كشّافة النادي الأرثوذكسي أوّلَ من يتقدّم موكب الزفّة في آخر سنوات الموسم قبل النكبة، [17] ومن خلفها فِرقُ الفتوّة والنجّادة، [18] المرسونة خيّلهم، ومسروجةٌ تلفّ قوائمها الخراخيشُ والشراشيب، ومعصوبةٌ نواصيها بمناديل لونها خَضراء. بينما من بعدهم، يسير أهلُ الحَضرة من متصوّفة زوايا البلاد وتكايا الزهّاد، بابتهالاتِ ذِكرٍ وتواشيح، من الصلاة على النبي والمديح، يُنشدها الدراويش على وقع إيقاع المزاهر وضرب الشيش، لتختلط من خلفهم عُقل وحطات الفلاحين بطرابيش الأفنديّة والبكوات، وغناء تراويد شعبيّةٍ وشوباش يُسمَع من بين غابة الأعلام والبيارق، يُمطرها الرز والطُفي المرشوق من شبابيك بيوت شارع الملك فيصل، وفجّة زغاريد نساء، تنبعث من كلّ فجٍّ عميقٍ، ومهاهاة فلّاحةٍ على طول حسهّا، تقول:

صالح نبينا ومبيّضة حجارك
لولا الصبايا ما حدى زارك……

لتردّ عليها أخرى:
صالح نبينا يا بو التابوت.
لولا الصبايا ما حدى بفوت….
. [19]

تحوي هذه المهاهاة غمزاً عن تجمهر الشباب في زفّة النبي صالح، للتلصّص على الصبايا والنساء، ما يُحيل إلى إحدى الإشارات الاجتماعيّة التي صار يتضمّنها الموسم في التاريخ الحديث. وهكذا، يظلّ موكب الزفّة سائراً حتى الجامع الأبيض عند عتبة المقام والمنارة البيضاء، في مشهدٍ “برن وبحن” على قول زوّار الموسم، إلى أن يَصيحُ بعضهم: ولّعت عالباب!

طوشة البيرق

شكّلتْ طوشة البيرق جزءاً من مناسك زفّة موسم النبي صالح ومراسمه، تحدُث سنوياً دون انقطاعٍ، بين كلٍّ من أبناء مدينتَيْ اللد والرملة، اللتَيْن لطالما كان أبناؤهما في تنافسٍ وتناحرٍ دائمَيْن وصلَ أحياناً حدَّ التنافر والقتال.  يُقال إنّ هذا التناحر بين المدينتين، يعود إلى زمنٍ بعيدٍ منذ أن بُنيت مدينة الرملة أيام الأمويين. اعتقد اللدادوة في حينها بأنّ الرملة أُقيمت على حساب مدينتهم اللد، بعد أن تركها الخليفة سليمان بن عبد الملك، ونزل في الرملة مدينته الجديدة، ثم ألزم الخليفة أهلَ اللد بترك مدينتهم عنوةً واللحاق به لتوطُّن الرملة. [20] ولّد هذا التناحر التاريخي معجماً من حكايا المزايدات والتندر، ظلّ إلى ما بعد النكبة بين أبناء المدينتين.

أمّا عن طوشة البيرق بينهما، فكانت تدور حول من يُدخِل بيرقه للمقام أوّلاً. فأهل الرملة كانوا يرون بأنهم الأَوْلى بذلك، لأنّ الموسم موسمهم والمَقام في ديارهم، بينما كان يرى أهل اللد بأن الأولويّة للضيوف، لا لأهل البيت. كان يتدافع أبناء المدينتَيْن على باب المقام، فيدبّ الخلاف متحوّلاً إلى اشتباكٍ، ليستحيل صوت طرق العِصي فيه مسموعاً من يافا. وكثيراً ما كانت تتدخّل قرى القضاء في الطوشة، لتنحازَ كلّ قريةٍ لمدينتها التابعة لها، فيفزع فلّاحو قرية جمزو مع اللدادوة، بينما ينتصر أهل قرية عنّابة للرمالوة. [21] ولمّا كان يملُّ فلّاحو قرى المدينتين من اشتباك أبنائهما المتكرر، صاروا يستغلّون الطوشة لدخول المقام أوّلاً، ويغدو اللدادوة والرمالوة معهم آخرَ من يدخل المقام. [22]

كانت طوشة البيرق حدثاً يتوقّعه ويترقّبه كلّ زوار الموسم سنوياً، وكثيراً ما خلّفتْ طوشة البيرق دماراً يطال المقام وكلّ ما حوله، ما كان يستدعي تدخّل شرطة أمن الانتداب لفضّها. ويُقال إنّ شرطة الانتداب البريطانيّة اتّخذتْ بعد تكرار الطوشة سنوياً، إجراءً احترازيّاً قضى باعتقالها كلّ شابٍ من المدينتين عُرف عنه مشاركته في الطوشة قبل حلول زفّة الموسم بيومين، ثمّ تخلي سبيله السبت بعد الجمعة الحزينة بيومٍ. [23]

انتبه كلٌّ من أبناء الرملة واللد إلى استغلال الإنجليز لخلافهم في النبي صالح، لبثّ الشقاق والفراق بين المدينتين، خصوصاً في سنوات الثورة الكبرى 1936- 1939، فتمّ الاتفاق على إدخال بَيرقَيْ المدينتين للمقام معاً.

شدّ… الرملة قرّبت عاللد

في أحد مواقف التندّر عن تناحر وخلاف أبناء المدينتين، على إثر طوشة البيرق في النبي صالح، يتندّر الرمالوة بحكايةٍ عن اللدادوة بأنّهم قرروا نقل مئذنة النبي صالح (المنارة البيضاء) من الرملة إلى اللد، لأنّ اللدادوة كانوا يدّعون بأنّ من صمم وبنى المئذنة هو لداوي الأصل، وبالتالي فأهل اللد أحقّ بها. [24]

وبذات الحبل الذي كان يتنافس أبناء المدينتين على جرّه يوم الجمعة الحامية في ساحة الجامع الأبيض، يقول الرمالوة إنّ اللدادوة ربطوا المئذنة وبدأوا يحاولون جرّها من مكانها. ظنّ اللدادوة حينها، بحسب الرمالوة المُتهكّمين، أنّ المئذنة تتحرّك من مكانها، فصار اللدادوة يقولون لبعضهم: شد يا غانم شد ….. الرملة قربت عاللّد. [25] وراح هذا القول مثلاً يُذكِّر أبناء المدينتين بحكايا التندّر والتناحر الدائمَيْن بينهما.

الكِسوة مسك ختام

كانت الكِسوة آخرَ مراسيم الزيارة بعد زفّة البيارق ودخولها المقام. تعني الكِسوة تغييرَ كِساء مقام النبي صالح وتجديده. وتذكر السيدة مليحة الخيري يومَ أن زار المفتي الحاج أمين الحسيني مدينة الرملة في الجمعة الحامية عام 1936، مع العام الأول للثورة، قبل أن يتم نفيّه. وصل المفتي في حينه الرملة، قادماً من القدس في القطار، استقبله الرمالوة عند السكّة، وأدخلوه المدينة متقدّماً موكبَ الزفّة. دخل الحسيني المقام، وجدّدَ كسوته بقطعة قماشٍ لونها أخضر، مُقصبّةٌ بشراشيب مُذهّبة اللون كما تذكر. [26]

ينفضّ زوّار المَقام وحُضّاره، فيما يبقى فيه المصدورون من أهل البلاد، منهم من يفي بنذره، وفيهم من يشكي وِزره، وبينما تقصّ إحداهن شعرَ صبيها. تناجي أخرى مَقام النبي أن يشفع لها بفكّ عُقم إنجابها، قائلةً: بجاه النبي صالح… تجبرني والبحر مالح. بل إن الصُلح وتليين قلوب المتخاصمين كثيراً ما كان يجري عند المقام، فقيل: “منصالح عالنبي صالح”.

يبردُ يوم الجمعة الحامية من بعد الكِسوة، بينما ساحات الجامع الأبيض تظلُ مبسوطةً بأكشاك الحُلي والحلوى، فالزيارة بعد زفّة البيارق تظلّ دعوةً للتسوّق والتحوّج، خصوصاً لفلّاحي قُرى القضاء الذين تعوّدوا حمل القماش وحلاوة النبي صالح، أشهر حلوى ارتبط اسمها بالموسم، ويُطلق عليها الحلاوة اليابسة، [27] فضلاً عن القدّومية، وهي حلاوة جامدة وبيضاء، كانت تُضرب بالقدوم لكسرها، والقرعية المصنوعة من القرع الأصفر. [28]

لم تكن أبواب بيوت الرملة تعرف زرافيلها  في يوم زفّة النبي صالح قبل عام النكبة، فالمدينة كلّها كانت مضافةً بأبوابِ مُشرعةٍ على الدوام. حلّت النكبة واحتُلتْ الرملة، فخلتْ المدينة من أبنائها وقُرى قضائها. ظلّ أهلها الباقون فيها يؤمّون مقام النبي صالح، لكن دون زفّةٍ أو جمعةٍ حاميةٍ، بل ببرود ماء جامعهم البارد، ووفاءً لذاكرةٍ على رمل مدينة الرملة البيضاء.

******

الهوامش:

[1] القلقشندي، شهاب الدين أحمد بن علي، صبح الأعشى، ج4/ ص 99.
[2] البلاذري، أحمد بن يحيى، فتوح البلدان، ج1/ص170.
[3] جودة، أحمد صادق، مدينة الرملة – منذ نشأتها وحتى عام 1099م. ص 209.
[4] الصايغ، أنيس، بلدانية فلسطين المحتلة، ص166.
[5] لوبون، غوستاف، حضارة العرب، ص 165.
[6] الحنبلي، أبو اليُمن مجير الدين، الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل، ج2/ ص68_69.
[7] عاشور، محمود، مقابلة شفوية – الرملة، ضمن مشروع تدوين التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية، موقع فلسطين في الذاكرة، ج1، تاريخ 13/4/2005.
[8] عن ذلك، راجِع: عرّاف شكري، طبقات الأنبياء والأولياء الصالحين في الأرض المقدسة، ج2،ص 571.
[9] الهروي، أبو الحسن علي، كتاب الإشارات إلى معرفة الزيارات، ص 32.
[10] عرّاف، شكري، المرجع السابق، ج2، ص 575.
[11] المرجع السابق، ج2، ص 120.
[12] الفار، مصطفى، مقابلة شفوية – اللد، ضمن مشروع تدوين التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية، موقع فلسطين في الذاكرة، ج1، تاريخ 19/4/2005.
[13] الشاقلدي، عبد الرحمن، مقابلة شفوية – اللد، ضمن مشروع تدوين التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية، موقع فلسطين في الذاكرة، ج1، تاريخ 5/11/2004.
[14] عاشور، محمود، المقابلة السابقة، ج1.
[15] خير الدين الرملي هو الجد الأول والمؤسس لعائلة الخيّري أكبر عائلات الرملة وأكثرها تملّكا للأرض حتى عام النكبة. عن ذلك، راجِع: الخيّري، مليحة، مقابلة شفوية – الرملة، ضمن مشروع تدوين التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية، موقع فلسطين في الذاكرة، ج1، 18/3/2005.
[16] عرّاف، شكري، المرجع السابق، ج2، ص 575.
[17] عاشور، محمود، المقابلة السابقة.
[18] المقابلة السابقة.
[19] الحاجة، حليمة موسى اسماعيل، مقابلة شفوية مكتوبة، قرية النبي صالح، بحث عن قرية النبي صالح، مجموعة باحثين، 2019-2020.
[20] الهمذاني، أحمد بن محمد بن إسحاق، مختصر كتاب البلدان، ص 102.
[21] الزق، محمد، مقابلة شفوية – جمزو، ضمن مشروع تدوين التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية، موقع فلسطين في الذاكرة، تاريخ، 15/4/2006.
[22] المقابلة السابقة.
[23] الفار، مصطفى، المقابلة السابقة، ج1.
[24] يُقصد بالمعماري اللداوي ابن بطريق أو البطريق ابن النكا أو ابن البكا. عن ذلك راجع : جودة، أحمد صادق، المرجع السابق، ص 30.
[25] عن الحكاية كاملةً، راجِع: النابلسية، محمد، مقابلة شفوية – الرملة، ضمن مشروع تدوين التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية، موقع فلسطين في الذاكرة، ج1.تاريخ 7/12/2004.
[26] الخيّري، مليحة، المقابلة السابقة.
[27] عاشور، محمود، المقابلة السابقة.

[28] عاشور، محمود، المقابلة السابقة.