تضافرت أفكار وجهود 5 جنود صهاينة من خريجي وحدة 8200 في جيش الاحتلال ينشطون تحت اسم مشروع WIZE، مع جهود معهد “أبحاث الأمن القوميّ” في تل أبيب، من أجل جذب شرائح جديدة من المجتمع الصّهيوني وبالأخص الشّباب للاطلاع على أمور الأمن القوميّ ومناقشتها. أما طريقة الجذب الأساسية فتعتمد على نقل هذا النقاش “الجادّ” في طبيعته والذي عادة ما يجري في جوٍّ رسميّ وتقليدي في غرف الاجتماعات في الجامعات ومراكز الأبحاث، نقله ليصبح “شعبياً” أكثر، ومحل تداول في أكثر الأماكن تحرراً من القيود الجدية والرسميّة، وهو الحانة.
تضافرت أفكار وجهود 5 جنود صهاينة من خريجي وحدة 8200 في جيش الاحتلال ينشطون تحت اسم مشروع WIZE، مع جهود معهد “أبحاث الأمن القوميّ” في تل أبيب، من أجل جذب شرائح جديدة من المجتمع الصّهيوني وبالأخص الشّباب للاطلاع على أمور الأمن القوميّ ومناقشتها.
أما طريقة الجذب الأساسية فتعتمد على نقل هذا النقاش “الجادّ” في طبيعته والذي عادة ما يجري في جوٍّ رسميّ وتقليدي في غرف الاجتماعات في الجامعات ومراكز الأبحاث، نقله ليصبح “شعبياً” أكثر، ومحل تداول في أكثر الأماكن تحرراً من القيود الجدية والرسميّة، وهو الحانة.
وبدأ هذا التعاون بين الجهتين منذ العام 2014، ضمن برنامج عنوانه “أمن قومي وبيرة”، ويتضمن سلسلة من المحاضرات يلقيها باحثون من المعهد حول مواضيع متنوعة ذات صلة بأمن دولة الاحتلال. منها على سبيل المثال، محاضرات عن “الظروف الإقليمية في المنطقة وتأثيرها على دولة الاحتلال”، أو عن “صورة الجندي الأمنيّة في الاعلام”، أو عن الانتخابات التّركية وتأثيرها على العلاقات مع دولة الاحتلال، وغيرها من المواضيع ذات الطبيعة الأمنية.
في صفحة التّعريف بالمبادرة المشتركة، يقول معهد “أبحاث الأمن القوميّ” بأن الهدف من هذه المحاضرات “كشف عمل المعهد أمام جمهور أكثر شباباً في “إسرائيل”، بهدف رفع وعي ومشاركة الشّباب في قطاعات الأمن القوميّ”. ويوضح المعهد أنه يقصد بالشّباب أبناء العشرينات والثلاثينات، ولكنه يرحب بأي مشاركين خارج هذه الأعمار ممن يفضلون الاطلاع على مواضيع الأمن القوميّ خارج الإطار الرسميّ والجدي في المحاضرات الأكاديمية.
يتسق هذا الهدف من محاضرات الحانات مع هدف معهد الأمن القوميّ الرئيس، وهو معهد الأبحاث الأول في دولة الاحتلال، والمصنف ضمن أفضل 50 معهد أبحاث في العالم. ويرى المعهد دوره في تزويد المستوى السّياسيّ والعسكريّ الأمنيّة بتقديرات استراتيجية حول القضايا الأمنية والقوميّة الرئيسية التي تشغل وتهم دولة الاحتلال. يقول المعهد عن نفسه: “كجسم مستقل وصاحب صوت واضح، لنا هدف في التثقيف والتأثير وتقديم الخدمة لمتخذي القرارات في الدرجات العليا في “إسرائيل” وخارجها”.
يندرج ضمن هذا الهدف توسيع نطاق الانشغال بقضايا الأمن والتّهديدات الاستراتيجية لدولة الاحتلال ليشمل الأجيال الجديدة من الشّباب، وليس فقط المستوى السّياسيّ والعسكريّ، وليس بالضّرورة الأجيال الجديدة الشّابة التي تهتم أصلاً بهذه الأمور.
يريد المعهد أن يضمن استمرارية في “الهمّ الأمني والوجودي” لدى الجيل الناشىء، ليكون قادراً على وراثة هذه العقيدة الأمنية وحملها. في هذا يسعى المعهد جاهداً لتّحويل مفهوم “الأمن القوميّ” من مفهوم نخبويّ يتداول بين الأوساط النخبوية الأكاديمية والعسكريّة والسّياسيّة، إلى مفهوم “شعبيّ” يتداول بين “الناس العاديين” ويشغل اهتماماتهم. ومن أجل تحقيق ذلك، في حال “لم يأتِ الشّباب إلينا، سنذهب نحن إليهم في أماكنهم، ونقوم بتكييّف محتوى المعرفة الأمنية التي نقدّمها لتكون أكثر قدرة على جذبهم وسرقة اهتمامهم”، وبالتّالي تكوين نوع من الرأي العام “الأمني”.
ومن المواضيع التي ناقشتها محاضرات مشروع “أمن قومي وبيرة”، موضوع “المعركة القانونية الدولية ضدّ إسرائيل”، والتي تحدثت فيها المحامية والباحثة في معهد الأمن القومي والجندية في الاحتياط “بنينا باروخ”، والتي شغلت منصب قسم “القانون الدولي في النيابة العسكرية” في جيش الاحتلال. وتطرقت باروخ في محاضرتها إلى مدى تأثير التقارير القانونية والحقوقية التي تكشف جرائم الحرب الصهيونية، وهل يمكن أن تؤدي إلى اعتقال جنود وضباط صهاينة لدى سفرهم إلى الدول الأجنبية. كما تسأل المحاضرة إن كان يمكن أن “تفوز إسرائيل في هذه المعركة القانونية وكيف ممكن إدارتها”.
في محاضرة أخرى عقدت في نهاية عام 2015 ناقشت الباحثة في المعهد والمحاضرة في قسم الاعلام في جامعة تل أبيب “تسيبي يسرائيلي” “شخصية الجندي الإسرائيلي في الاعلام”، وكيف تم رسم معالم هذه الشخصية وتمثيلها في الاعلام الصّهيوني وتغيرات هذا التمثيل على مدى الحروب المختلفة التي شنتها دولة الاحتلال. تضرب “يسرائيلي” مثالاً على هذا التّحول عندما تتحدث عن الصّور التي يسمح بنشرها للجنود في الصحف الصهيونية، ففي حين كان من المعتاد أن تنشر صورة الجندي وهو في وضع ديناميكي فعّال، بالقرب من دبابته، أو في وضع استعداد للقتال، أصبح من المقبول اليوم بشكل أكبر أن يتم نشر صورته وهو في حالة “طبيعية” غير حالة القتال، كأن يصوّر وهو يدخن أو يجلس بشكل لا يلائم وضعية القتال. وتربط “يسرائيلي” هذه التغيرات بالتغيرات التي نشأت على طبيعة الحروب وبتلك التي عصفت بالمجتمع الصهيوني على مدار تاريخه.
في محاضرة ثالثة تحدث الباحث في “معهد الأمن القومي”، “داني سيبوني” عن العلاقة التي تربط بين الأمن القومي والموارد الطبيعية كالمياه مثلاً، والموارد المولدة للطاقة. ويحاول من خلال محاضرته الإجابة على كيفية تعزيز الأمن القومي لدولة الاحتلال من خلال الاستخدام الذكي والفعال للموارد الطبيعية والبيئية.
يستخدم المعهد ومشروع WIZE في الدعاية لهذه المحاضرات تصميماً على شكل كأس من البيرة، تخرج منه يدان بعضلات قوية. وذلك في دلالة على أنه يمكنك أيها الشّاب “أن تقضي وقتاً ممتعاً في الحانات، وتتسلى بأوقات فراغك، ولكن كن مهتماً بأن لديك “عضلات قوية” في ظلّ ما يحيطك من تهديدات أمنية استراتيجية”. أو بكلمات أخرى، يعكس هذا التّصميم عقيدة دولة الاحتلال الأمنيّة “أن تحمل الأمن معك أينما ذهبت، حتى في أوقات التسلية، في الحانة”.